أحمد حمد يكتب : مثلث إسعاف [ ١ ]
عندما كان يقع البعض في خطأ واحد في سؤالٍ واحد في امتحان هذا الدكتور في كلية الهندسة وكان هذا الخطأ يتعلق بأساسيات الرياضة التي درسها في المرحلة الابتدائية أو الاعدادية بل هي أساس المادة وأصلها ، كان الطالب لا يلقى من العقاب إلا الرسوب في مادته حتى ولو أصاب في كل إجابات الامتحان .كذلك امتحان الآخرة لا يصح أن يقع منك شيئ من أساسات الاعتقاد ، من الأصول التي بُني عليها الدين ، من الأصول التي تفرق بيننا وبين غير المسلمبن ، فلا يمنع اهتمامنا بالصلاة والصيام والصدقة من الاهتمام بتعلم أصول الاعتقاد وأصول الدين والإيمان بها والعمل بمقتضاها ، وبالأحرى عارٌ علينا أصحاب الشهادات العلمية الكثيرة أن نعبد الله - عز وجل - ونحن على غير علمٍ به وبربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، فكلما زادت معرفتنا به سبحانه ازداد الإيمان في قلوبنا. فقد سُمِّيَ علمُ معرفةِ الله - عز وجل - بعلم التوحيد أو علم العقيدة أو الفقه الأكبر أو علم العبادة ، قال الله - عز وجل - : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فالله سبحانه لم يخلقنا للأكل ولا للشرب ولا للزواج ولم يخلقنا أيضا للدراسة أو العمل ، فكل ذلك لا بد منه ومن الاجتهاد فيه ولكنها تُعد فرعيات على الهدف الأصل الذي خلقنا الله من أجله إذا تركنا الأصل.
وللأسف الشديد قد ترك أغلبنا الأصل ونصبنا الاهتمام نحو الفرعيات فقط وتعلقت بها قلوبنا ، وأفنينا أعمارنا فيها وحصلنا على شهادات كثيرة بزعم نصرة الأمة وتقدمها ونسينا معنى العبادة التي خلقنا الله من أجلها ، فلا أمة نصرنا ولا حق العبادة أدينا ، فلو وجهت بعض الأسئلة البسيطة التي ليس من الواجب معرفتها بتمامها ولكن من العيب ومن المؤسف جهلها ونسيانها أخص أصحاب الشهادات العليا لسمعت ما لا تحب أن تسمع. فنهدف بكتاباتنا أن نتعلم معنى العبادة ! ومعنى لا إله إلا الله ، وشروطها وأركانها وأنواع توحيد رب العباد وأركان الإيمان ، نحتاج إلى معرفة هذا العلم لنرفع عن أنفسنا جهلاً قد غمرَنا ، ولنعرف الله - عز وجل - حق المعرفة لتزداد تقوانا وخشيتنا له سبحانه ونشرُفُ بامتهان مهنة الأنبياء .
ونلاحظ أخيرا أن أول فعل ورد في القرآن الكريم هو ( إياك نعبد ) وأول أمر ورد في القرآن أيضا ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم ) ؛ فنريد أن نتعلم هذا الكلام وكيفية تطبيقه في حياتنا العملية بإذن الله ، دمتم في رعاية الله وأمنه ، نلتقي ونواصل قراءة هذه السلسلة في العقيدة في الله إن شاء الله وقدَّر.
للتعليق