أحدث المقالات

شمس جمال تكتب : نفس تحررت من قيود ماضيها

شمس جمال تكتب : نفس تحررت من قيود ماضيها

بعد أن أخذت قدر اليوم الكافي من خيبات أمل الأحبة و غير الأحبة نامت باكية كعادتها. بعد أن قام الجندي المجهول بإطلاق رصاصة الكلام السلبي في منتصف قلبها والذي نزل عليها كنزول صاعقة من السماء نامت باكية كعادتها. بعد أن راجعت ذكريات الماضي و رأت كمّ التضحيات التي قدَمَتها و كمّ الخذلان الذي نالته نامت باكية كعادتها. بعد أن مرت عليها ذكريات الماضي كشريط السينما المسرع الذي أرادت أن توقفه ولكنها لم تستطع، لأنها عاشت كل هذه اللحظات التي مرت في الشريط بكامل إرادتها ولكنها كانت مسلوبة إرادة الروح؛ نامت باكية كعادتها. ولكن في هذه المرة لم يكن نومها كالمعتاد كان ثُباتا عميقاً؛ فهي لم تنم بمثل هذا القَدِر من قبل، بعد ستة عشر ساعة من النوم المتواصل استيقظت بشخصية مختلفة تماماً بالمعني الحرفي للكلمة، عن الشخصية التي كانت تحيا بها من قبل. إستيقظت بها شئ من التمرد الذي يمحق كل أحداث الماضي المؤلمة التي كادت أن تودي بروحها قبل ستة عشر ساعة مضت، فمنذ ساعات كانت روحها تنزف آلام الماضي الموجعة التي استطاعت اللحظة الحالية أن تجمع شتان هذه الآلام وتوقف هذا النزيف المودي. بعد أن نهضت من فراشها وأمسكت قلمها الذي كان بمثابة السلاح المدمر للورقة بحبره الذي كان يهطل عليها كالرصاص الطائش ولكنه كان مصيبا؛ فكانت الكلمات تنزل علي الأوراق ملطخة بالدموع التي كانت تنهمر من عينيها. وفي كل مرة يرتطم فيها الحبر و الدموع بالورقة تتخلص روحها تدريجياً شيئاً فشئ من ذكريات الماضي. وبنهاية الحبر انتهي كل ما هو سلبي بداخلها فكانت هناك دمعة تزرف مع كل قطرة حبر تخرج من القلم، كانت تحمل صرخة رفض لكل ما يحدث من تمزيق الروح. وبعد أن استطاعت أن تجمع شتان روحها، قررت روحها المتمردة أن تكون هي الجندي الأول المدافع عنها. و ظهر ذلك في تلك الصرخة التي علي إثرها كاد طلاء الجدران أن يقع.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -