"قلوب جشعة" قصة قصيرة للكاتب / هشام سليم
لم أجد في حياتي يوماً سعيداً ، كنت أعيشُ
في ظلمة باتره مني حقوقي كشخصٍ مجهولٍ ، منتظراً لحلِ وإن كان مستحيلاً .
ولدتُ و أمي صاعدة روحها إلي خالقها ووالدي تاركاً لها قبل رؤيتي وكأني أُعاني من سوءِ حظ ، يوم وأرسلتُ إلي دار الأيتام منتظراً أن تمر الاعوامُ سريعاً وأخرج لأفهم معني
حياتي وأُرتبها ، فمرت السنوات وكأنها متعجلة وخرجت ولكن بأصحابِ منهم من عاشَ هكذه
لأنه ترك أهلَهِ وذهبَ للدارِ كارهاً إِياهم ،وعاشَ مثلهِ فخرجواْ بعدما نضجْت عقولُهم
وظنواْ بهم العقلَ والفهمَ .
بدءواْ بالصناعةِ ؛ فيعملواْ في المصانِع
،ولكنْ لم تشرقْت عليهم نورُ
فيها فتركوها ، فتجهواْ إِلي التجارةِ وهناك كانوا بارعين فيها وكانوا يجتهدون
ويتعلمون بغية الإستقلالِ بتجارتِهم .
وسريعاً ما إعتمدواْ علي أنفسَهم وتركوا
العملَ لدي أصاحبِه ، وبعد ذالك ذهبواْ لتُجارِ
البلدة وراحواْ يُذكَرونهم بيهم وإنهم عملواْ عند كذه وكذه ؛وما أصبح الصبحُ وهم آخذين
ثقتَهمُ حق الثقةٍ ، فراحواْ يفتحون فروعاً تحفلُ بتجارِتهم وإزدهرواْ وحققواْ النجاحَ ،ولكن لم تستمرَ فمنهم
من أراد أن يستقلَ عنهم ويأخُذ نصيبه .
أستمر أصدقاءه يتشاورون كيف يعطونه حقَُه
وإن كان ذالك بدوره سيأثرُ علي تجارتهم ،راحواْ يفكرون عسي أن يجدوا حلاً ،فوجدوه ولكنّ
الحل سيفضي بقتلِه ؛ولكن كيف يتمُ ذالك ونحن إن فشلنا ؛ سيُقضَي علينا أجمع ؟!
فأشار أحدهُم علي أني يتركواْ له الأمرَ
ولا يحملواْ له هماً .
ذهب صاحبهم إلي رجلٍ معروفٍ بأنه شديدُ
الغْلظَة عنيفُ الهيئِة ترى في عينيه الغضبُ
والكراهية .
فسأله - الشابُ- عن قدرته معتقداً بذالك أنه سيعطيه أهتماماً كبيراً
بشأنْ قضيته ،فنظرَ الرجلُ له وكانتٌ نظرتُه تنم علي أنه سريعُ الغضبِ ؛ سريعاً ما
دخل الشابُ في موضوعِه وأوضح له مهمته وقضيته ،فأخبره الرجل أنه سيحلها بدون عِلم أحدهم
.
فأنت تنظُر الي رجلٍ يعلمُ كل شئِ في المدينة ،من الغنيِ ومن الفقيرِ ، من سيعطي وكام سيعطي حاسباً لكل منه قدراً
من الأهميه ،فأراد الرجلُ أن ينال مالاً أكثر من مهمته ؛فذهب إلي صاحبهم وأخبره بذلك وإنهم يريدون
التخلصَ منه حاصلين علي حقِّه ولكن الغريب
أن الفتيَ لاحظَ شيءً غريباً بهذا الرجلِ شيءً
مألوفاً ولكنَّ الفتي لم يبالي لأن غايته الإنتهاءَ
منْ الأمر بكل أطرافه ويستولي علي المالِ كله
ومن هنا بدأت لُعبة الطمعِ بين النفوسِ العمياءِ
.
عقَد الرجلُ إتفاقَ مع رجالِه بأن يقتلوا الفتيانَ و يتولي هو الفتي
.
فتولي الفتيانَ الرجالُ وقضواْ عليهم وذهب الرجلُ إلي الفتي فوجده يبكي
متعجباً لأمره كيف تبكي وأنت ستحصل علي نصيبهم قال إنهم كانواْ بمثابة إخوتي بعدما فارقتني
أُمي وتركني أبي فتعجب الرجلُ وقال
له : ما الفرقُ فكلكم تريدون مقتلَ بعضكم البعض فقتل الفتي الرجلَ لأنه حرضه علي مقتلِ أصحابه وبعدها
راح الفتي ينظر في صورة أُمه والرجل بجانبه يلفظ أخرَ أنفسه الفاتره وقد رمق الصورة فسأله متحيراً هل تعرف من تكون هذه المرأة ؛
فقال الفتي : نعم إنها أُمي فردَ الرجلُ أني والدُاك إذنًْ .
لا تأمَننْ قوماً ظلمتَهمُ وبدأتُهُمْ بالشَّتْمِ والرَّغمِ أن يأيروا نَخْلاً لغيرِهم والشيءُ تحقِرُهُ وقد يَنمِيْ.
للتعليق