هشام سليم يكتب : أهي حرية رأي أم إنكار دين ؟!
قديمًا أو حديثًا والإنسان ينادي بحرية رأيه و يطلب ويناقش مايريد فيها ويعطي رأيه بأساليب مختلفة طرقها ؛فمنهم من يعطي رأيه ويعبر عنه راسمًا ظروف حياته ومشاكلها ومنهم من يدون ما يعيش ويمارسه في حياته ملقماً إياها بمطالبه الشرعية المنصوص عليها ،ومنهم من يعبر عنها بالخروج بإحتجاجات ومظاهرات سلمية في أركانها وطرقها وجميلة في رؤيتها .
فنجد في يومنا هذا أن الأمر أخذ مناحي خطيرة فمنهم من يتظاهر بعنف ويمارس أساليبٍ وحشية ويطالب بأموالٍا بدون وجه حق ويأتي السؤال هنا :أهو خطاء أن يفعل ذالك ؟! فالإجابة تختلف : إن كان له حقا فيها ولا يعطوه إياه فلديه الحقُ بذالك وإن كان ليس لديه -وهذا يكون في أغلب الأمر - ؛ فهذا تدمير للمعتقدات وخروج عن القانون وليتها تتوقف عند الخروج عن القانون .
فيظهر في أيامنا هذه أناس يطالبون بحرية في دينهم وليس المقصود إختيار دينهم بل يرغبون في تشكيل دينهم علي مرادهم ، فتجد مسلمين يمارسون الدين في وقتِ الفراغِ عندما تأتي لهم الفرصة بذالك ،وإن عُرض عليهم رأي في حياتهم ودينهم فيبدعون غاية الإبداع فيه وإن واجهتهم بذالك تجدهم يعارضون بدون وجه حق ويطالبون بحرية رأي ؛ حرية رأي ؟! أم هي حرية في تغير الدين وتشكيله ؟! أم إننا في عالم أخرَ غير عالم الصواب والصدق الذي تدعون إليه ؟! .
أتتذكرونا إنتحار المدعوه سارة حجازي ! وكيف إنقلب الرأي العام حول الترحم عليها أم لا ، والأمر في غاية الوضوح ولا يحتاج إلي تفسير أو توضيح حتي ، فمنهم -الناس -من وجد أنه يجب الترحم عليها ويجب أن يكون هناك إنسانيه في الحوار ، حوار ! ،أينتهي الامر بأننا نتحاور في أمور الدين بيننا ؟! ،آترحم علي شخص أنكر وجود إللهي وخالقي وأنكر وجود رسولي محمد صلي الله عليه وسلم سيد الخلق والمرسلين من أجل ملحدة ؟! بمن تؤمن أنت ؟! أتؤمن بما تقول وتنكر وجود ربك فتترحم عليها بما تنكر وجوده ! .
ومن منطلق الامر نقول أن الإنتحار كفر والإلحاد كفر والمثلية كفر وياتي أخوك المسلم صاحب العقل الذي يريد حرية في دينه يشكله ويرتبه كما يريد ؛ أن يترحم عليها أتظن أن رحمتك علت علي رحمة الله أتظن أن برحمتك التي لا أساس لها من الصحة أن تجوز بها وتساوي كلام الخالق بكلامك أنت ! والعياذ بالله !.
فلا تتدعي أنك بذالك تعرف الدين وأنت تنكره ، ويأتي اليوم الموفق 23 يونيو 2020 ويأتي قرار مجلس الوزراء بفتح المساجد ماعدا يوم الجمعة ، لأنهم يعلمون أن المسلمين يصلون صلاة الجمعة فقط والباقي لا يعتبرونه موجود ، فتأتي وزارة الأوقاف وتعلن هذا بدلا من أن تجد حلا لهذه الكارثة التي حلت بنا ،أتريد أن تعرف ما السببُ في حدوث هذا ؟ ؛ أن الناس أصبحوا مسلمين بلا إسلام ، يبتكرون في دينهم ولا يلتفتون لكتاب الله وسنة رسوله .
فما لنا إلا أن ندعو الله الثبات علي الدين ونردد قوله تعالي :" رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ " .
للتعليق