أحدث المقالات

امير عزام يكتب : فكلمت نفسي

أمير عزام يكتب : فكلمت نفسي!!

أمير عزام يكتب : فكلمت نفسي!!

عندما يكون الصمت اسوء من الكلام!!فلابد ان تنطق لتغير الامور...


ذات يوم أصابني دوار شديد في رأسي، فتمددت علي مقعد مكتبي أسئل نفسي ماذا حدث؟
إذ وجدت نفسي بين الناس أحكي ولا يستمع إلى أحد , وأشير لهم ولا أحد يراني، وجدت بائع شديد السمار وأسنانه بيضاء، وشعره أجعد جداً يقول لشخص بجواري :
"مش عايز بطاطا يا بيه"
قال له " لا اريد "
فراح يصيح بصوت عالي 
"معسله يا بطاطا"

ونظرت علي عربته فوجدت كتاب يتوسط ورقاته عنوان درس في الأدب العربي، ورأيته يقطعها كم يقطع الفهد فريسته لينظف يده بها، فكلمت نفسي هل هذا مصير الأدب العربي؟!

تركته لأكمل طريقي وأنا لا اعرف أين أنا ولا أعرف ماذا يحدث، فسمعت صراخ شديد الإحتقان والغضب فأسرعت نحوه فوجدت مجموعة من الرجال يتشاجرون مع بعضهم البعض والنساء يصرخن بشده وكأنه هناك قتيل، تشتت الجموع ولا أحد يستطيع فك هذا الإشتباك.

وسمعت إمراه تخبر رجل وتشير بأن هذا الطفل هو من ضرب إبنها،فغلي الدم في عروقي آلهذا السبب تتشاجرون، إرتفع صوت الآذان " الله أكبر " ولا أحد تحرك"الله أكبر" ولم يسمع أحد الآذان ولا أحد يبالي ورب العزة يناديهم،لبوا نداء النساء للقتال ولم يلبوا نداء الله للعباده، فكلمت نفسي هل هذا مصير الآذان؟!

لا أعرف ما الذي منعني عن الصلاة بالضبط وأعتقد بأنه كان آذان المغرب حينها، هل منعي شكل المسجد المغطي بالإضاءة واللمبات ذات الالوان السبع التي الهتني كثيراً.

ام هل منعني صوت المؤذن المثير إلي الغضب ام القهوة التي بجوار المسجد بسنتيميترات قليلة،ام الاطفال الذين يلعبون أمام المسجد،ام الفتاة التي ترتدي البنطال صاحبة الشعر المتطاير التي مرت من أمام المسجد، ام الشاب الذي ظل يراقب هذه الفتاة حتي دخل المسجد، ام صاحب اللحية الذي يقف امام تجارته ينتظر وقت الإقامة، فكلمت نفسي هل هذا مصير الإسلام؟! 

شعرت بالأرق الكثير وشعرت بتصارع خلايا عقلي مع بعضها البعض، ذهبت لأتناول مشروب بارد يساعدني علي الهدوء، فجلست علي مقهى يتميز بالبساطة والهدوء النسبي فيما عدا صوت الطاولة وصرخات الشيش بيش والدش التي إخترقت أذني.

أردت أن أخبر العامل بأني أريد كوب ليمون بارد لكني تذكرت أن لا أحد يسمعني،اذ بي أسمع صوت المقهي يختفي تماماً وساد الهدوء كافة آنحاء المقهي،وإرتفع صوت التلفزيون،والأشخاص تضبط مقاعدها وحالة من الترقب الفظيع ظننت بأنه زلزال أو كارثة ستحل بنا، لكني إطمأنيت عندما وجدته ماتش كروي بين الأهلي والزمالك،وما إن إنتهت المباراة وجدت الشجار والصوت العالي والسب واللعن يتطاير بين الناس، فكلمت نفسي هل هذا مصير أخلاقنا؟!

تركت هذا المكان وذهبت وكلي حزن علي ما رأيت،فكلمت نفسي هل هذا مصيرنا هل هكذا سيصبح حالنا وجلست بجانب الطريق أريح بدني قليلاً، فسمعت صوت منبهي يرتفع إذ بي ما ذلت علي مكتبي فعرفت بأنني كنت أحلم،قررت وقتها أن أعمل بجد وأكتب أكثر وأكثر وأنبه الناس حتي لا نلاقي مثل هذا المصير فأسرعت أن أكتب ما قراءتموه الآن.







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-