أحمد عوض يكتب : السفينة ملكة
في زمن قديم كانت هناك سفينة ضخمه لونها مائل للون الرمادي واسمها "ملكه" , صوت إنذارات إقلاعها يشبه موسيقه عذبه .عندما تراها وكأنها عروس في انتظار عريسها تتأهب للذهاب الي مكان عُرسها , ليست هي أكبر سفينة في العالم ولكن كانت بالنسبة لمن يعمل فيها هي افضل من العالم كله .
في يوم أقلعت من مينائها الصغير لكي تذهب الي ميناء كبير حيث هناك الامان والاستقرار كي تفرغ بضائعها .وبدأت في اكتمال أركانها حتي تستطيع أن تأخذ اكبر عدد من البضائع , لانها في هذا الميناء هي أكبر سفينة هناك لا يأمن اي شخص علي بضائعه الا عليها .وذلك بسبب قوة تحملها وسرعتها وثباتها عند اي موجة ممكن تحدث لها وهي في وسط ماء بحر هائج.
وبعد اكتمالها وتم تنظيم اماكن أحمالها بدأت الاستعداد الي الانطلاق وقرروا قبطانها علي الاقلاع ثم أخذت في التحرك داخل اعماق البحر الواسع وهي تبعد عن شاطئ الميناء بسرعتها المزهله .
ثم وفجأة بدأت تقل سرعة السفينه رويدا رويدا حتي توقفت في أعماق النهر الكبير دون أي أسباب مسبقه .ففرو قبطانها فذعا وهم يسألون ماذا حدث ؟لماذا توقفت ؟وهم لايعرفون السبب وبعد أن ظلو لسعات يبحثون وجد أنه نفذ وقودها, ولا يوجد وقود احتياطي وأخذوا يرمون اللوم علي أنفسهم من كان مشرف على الوقود وكيف تتحرك سفينه بدون كمية كافيه وبديله من الوقود, و تركو الحل وكيفية النجاة من الموت وهل يا"ملكه" سوف تصلين الي اكبر أمنياتك وهو الميناء الكبير الأمن أو حتي ترجعين الي مينائكي الصغير أو انكي سوف تهلكي في وسط النهر الكبير؟
وما أشد انتباهي وجلعني أشعر بألم شديد من حال هذه السفينه هو أن حالها يشبه تماما حال بلدي مصر الان, بعد أن كانت تصدر الي العالم كله علمائها, يا مصر كان لكي اكبر منارة علم في العالم كله يأتي إليها كل العالم العربي والاسلامي وهو قلعه كبيره الا و هو "الأزهر الشريف" الذي أخرج علماء عظماء في الإسلام امثال
"الشيخ محمد عبده ،والامام محمد الغزالي،الشيخ مصطفي المراغي،الشيخ الباجوري ،وفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي"
وغيرهم كثير وهذا علي المستوي العلوم الدينيه .وعلي سبيل الادب فانظر كم أخرجت مصر من علماء في الادب افاض علمهم العالم وتأثرت بهم امم عربيه واروبيه امثال "طه حسين، نجيب محفوظ،احسان عبد القدوس،يوسف ادريس ،توفيق الحكيم ،"
وفي الشعر "حدث ولا حرج" فقد مر علي مصر شعراء لايستطيع العالم كله وصفهم ومن أمثالهم
"احمد شوقي،حافظ ابرهيم ،عبد الرحمن الابنودي ،عباس محمود العقاد". ومن علماء مصر في الطب و الكمياء:
"دكتور احمد زويل،دكتور مجدي يعقوب،دكتور فاروق الباز ، المهندس هاني عازر، دكتور عصام حجي ، دكتور مصطفي السيد ،دكتور شريف مختار ، ودكتور حسام موافي"
هل من المعقول أن تكون دوله كانت ومازالت تمتلك كل هذه العقول ولاتستطيع أن تنهض ولاتستطيع أن تكون هي في المقدمه دوما ؟ماذا ينقصنا حتي نرجع الي عهدنا القديم وتاريخنا العريق ونتقدم به الي افضل مراتب العالم . ام انها مثل السفينه الضخمه "ملكه" لا هي تسطيع الرجوع ولا لها القدره علي التقدم الي تحقيق حلمها . ولكم انتم الحكم والتعرف على من كان سبب في هذا . وعند التأكد منه لابد من محاسبته وينال أشد عقاب واقوي جزاء ولا يترك فيها أبدا .وانا اقصد بكلامي علي من ترك السفينة بلا وقود طبعا!
للتعليق