"الإنتحاري" قصة قصيرة للكاتب : عمر السيسي
هل العيد مباركا علي الامة الاسلامية وعلي شعبنا الكريم شعب مصر الابي ‘ وبدأت مظاهر الاستعداد للعيد كالحلوي التقليدية او ملابس العيد ‘ وجاء رجل لابنه بالملابس التي كان ينتظرها طيلة شهر رمضان الكريم ‘ وكان زيا خاصا ققد اتي الرجل لابنه ببدلة الشرطة ‘ غمرت السعادة بالفتي الصغير ولم يعرف الرجل أشتري لابنه نورا يضيء طريقه ام نارا تحرقه!؟ ‘
علقت البدلة بذهن الفتي وصارت حلما له وحملا عليه فأصبحت املا له ‘ مرت الاعوام وتغير كل شيء عدا موضع تلك البدلة المادي في غرفته او المعنوي في عقله وروحه فقد اصبحت حلما له وامنية يمني نفسه بها من قسوة الايام ‘ ف كانت له كبصيص النور الذي ياتي من نهاية النفق ويدفعنا لنكمل الطريق ‘ وضعها الشاب حلما نصب عينيه هو ان يكون ضابطا من اجل وطنه ‘ اجتاز الشاب شهادة الثانوية العامة وتخطي مجموعها فهو كما تعلمون يسير ‘ وبدأ اكمال اعداد نفسه بدنيا ‘
وعلي الجانب الآخر يجهز الاوراق والمستلزمات للتقدم لكلية للشرطة بمرور الوقت اصبح الفتي مفتول العضلات ‘ مؤهلا في عين نفسه ليكون ضابطا ‘ وبدأ يجتاز الاختبارات حتي وصل لاختبار الهيئة او ما نسميه نحن اختبار الواسطة ‘ وكان والد الفتي من عوام الشعب من الموظفين الكادحين الذين يخدمون الدولة لا تخدمهم!
ولم يعتبر ذلك عائقا ابدا واكمل الطريق ‘ ربما اعد الشاب نفسه بدنيا ونفسيا ونسي ان يجهز الواسطة! واذا به يحضر ذلك الاختبار فسأله احد المختصين سؤالا روتينيا لا رجا منه عن وظيفة والده فاجابه انه موظف بالحكومة وانتهي الاختبار وظل ينتظر النتيجة فجاءت كما توقعها الجميع ولكن كما لم يتوقعها هو ‘ " غير لائق " حزن الفتي علي ضياع حلمه وامله ‘ وهو لا يعلم في من العيب اعيب فيه فيصلحه ام في مهنة والده المشرفة التي لا تناسبهم فهو ليس احد افراد عائلة النسر ‘ هام الشاب تاءها باءسا حزينا ‘ ربما لم تعلم الحكومة انها بذلك قد زرعت قنبلة موقوته دون ان تعلم وسياتي موعد انفجارها ! وقد سمع بتلك القصة احد مشايخ القرية او قل مستشيخيها ‘ ينتمي الي احد الجماعات التي تحمل اسم المسلمين او قل المتأسلمين! ‘
دخل له في دور الحنون العطوف ما بك يبني ما يحزنك ‘ وكان صاحبنا في امس الحاجة الا ان يسمعه احد فحكي له قصته ‘ قال له لا تقلق يبني فلم يضع حلمك بعد ‘ تعجب الشاب من ذلك ‘ فاخبره الشيخ انه سيجعله ضابطا في احدي الهيئات الخاصة! اندهش الشاب لكنه وافق ف علي كل حال سيكون ضابطا يخدم وطنه ‘ استغل الشيخ اللعين حب الشاب الصادق لوطنه وانتماءه له فجذب الشاب وعرض عليه ان يذهب معه ‘ وافق الشاب وترك اسرته ‘ وذهب الي تلك المليشيات العسكرية او الي اوكار الجحيم!
وجد هناك عددا من ضاءعي الامل والباءسين وما شابه ممن غلبتهم الحياة ‘ وبذلك الكلام المعسول خلقوا العقل المغسول ‘ فقد كانوا يفسرون آيات الله لأغراضهم القذره ويستغلون ان الدين مطلق لا جدال فيه خصيصا مع هؤلاء الشباب غير العالمين ‘ وكانوا يمنون هؤلاء الشباب بنعيم الجنة والخلافة وما شابه من تلك الاحاديث!‘ وجاء موعد المهمة و اذا ب الشيخ يسال الفتي الا تريد ان تنتقم ممن ظلموك؟ قال نعم بالتأكيد ‘طلب الشيخ من الفتي ذلك الطلب اللعين ‘ التذكرة الوهمية لطريق الجنة ‘ طلب منه ان يرتدي الحزام الناسف ويذهب الي كلية الشرطة ويفجر نفسه بها - لو كان هذا حقا طريق الجنة فلما تركه الشيخ للفتي ؟!
- ذهب الفتي الي موقع الجريمة او الي مكان البطولة الوهمية بالنسبة له وفي وقت محدد ومتفق عليه قام بتفجير نفسه وسط حشد كبير من مدنيين وعسكريين فقد اتي وقت انفجار تلك القنبلة الموقوته التي زرعتها الحكومة دون ان تعلم راح اثر ذلك عدد كبير من الضحايا ومن شهداء الشرطة الذين ماتوا شرفاء ' ربما لم يحدد الفتي جيدا من ظلمه!
لم يستطع التمييز بين الوطن والحكومة بين بلده وبين القائمين علي ادارة هذا البلد ‘ تري من الذنب! ‘ ربما الحكومة فهي اخطأت حين تعاملت مع الارهاب كجندي مسلح ونسيت انه فكر متطرف له اسس ودواعي يجب هدمها! فقد خلقت الارهاب بيدها حين ظلمت من ظلمت او اخذت حق احد ومنحته لغير مستحقه! او لربما بحثت عن الأمن البوليصي ونسيت الأمن الاجتماعي! او أولئك المتأسلمين مدعي الدين الذين يتخذونه ستارا لافعالهم القذره ولمصالحهم المرغوبة والدين بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب! ‘ او ذلك الشاب الذي لم يعلم جيدا مباديء دينه الصحيحة التي تدعو للسلم لا الحرب لحقن الدماء لا لإهدارها! ‘
وان كان الإرهاب حقا من الإسلام! كيف ان اول من يتأذون منه هم المسلمون!! ‘ ان كنتم ترون ان الضحايا هم الشهداء اثر الحادث فقط ف انا اعارضكم تماما واري ان الضحية الأولى هو الشاب الذي وضع بين شقي الرحي ودارت عليه الدائرة فظلمه احدهم واستغله الآخر! ‘ في الحقيقة لا ادري من المذنب لكن اعي جيدا ان كل مذنب سيلقي جزاء ذنبه فعند الله العدل يقام وفي محكمة الله نلتقي فهناك سنعلم ما لم نكن نعلم ‘ الي لقاء في محكمة العدالة..!
للتعليق