أمير عزام يكتب : أحشاء النملة
غريبة تلك الأمور الصغيرة التي قد تؤدي إلى الهلاك دائما، والأغرب
منها هؤلاء اللذين يتبعون المسار الخاطئ ويسيروا خلف أهوائهم لتذداد صعوبة هذه
الأمور. لا أجد مبررا واضحا لمن يترك عظائم الشئ وينظر إلى سفاسفه، كالذي يترك أمه
لأجل امرأة لعوب، أو من يترك أبنائه لكي يعيش مراهقة متأخرة، أو لشاب ترك علمه
لأجل عمله.
ولعل هناك أسباب خفية تقمع داخل نفوس هؤلاء تكاد تنفجر في أي لحظة،
ربما هو حنين أو حرمان أو شعور بالضياع أو كان سببه رحيل أو فراق، فلكل منا طريق
ومسار يكاد يختلف ويكاد يتفق معنا، لا يقتصر الأمر فقط علي رؤية من اتجاه واحد بل
هناك عدة اتجاهات لأبد من أخذها في عين الاعتبار، وهل من الممكن حقا أن نكون على
صواب يوما ما؟
دائمأ ما نسعى للحصول على ما نحتاج فهل حقا نريد ذلك؟ أخشى ما أخشاه
إن نكون كمن ترك قدرة النملة علي العمل وحسن الإدارة واتجه كي يعرف ما بداخلها عن
طريق بحث كلفه وكلف معه العالم أجمع نفقات كان لها فائدة أخرى، وما الفائدة إن علم
الناس بما في أحشاء النملة؟ ربما هو اختيار صائب وربما لا. لكن الأصوب حقا هو أن
نتجه إلى ما يقدمه النمل في علم الإدارة والتنظيم والقوانين.
. كعادتنا لا نعرف الطريق الصحيح لكننا نتبع
قلوبنا طاره ونتبع أسلافنا طارة اخري، فلا مخرج من هذا الأمر إلا اختيار ما هو
صائب والتركيز فقط على ما ينفعنا وليس فقط على ما نريد، كل المخلوقات حولنا لا
تأخذ ولا تنظر إلا ما يناسبها، فلا تجد الأسد يلاطف غزال مرة ويفترسه مرة اخري فقط
هو يفعل ما خلق لأجله وهو أن يفترس فقط، وغيره من المخلوقات لا تتنافس على أشياء
لم تكن يوما حقها، هل رأيت يوما عصفور يسكن البحر أو زواحف تريد الطيران.
كلها مجرد أهواء نريدها فقط لنرضي رغباتنا وشهواتنا ولا نركز علي ما
ينفعنا فقط.
للتعليق