" تحت الترابيزة" قصة قصيرة للكاتب : عمر السيسي
دق جرس الساعة الثانية اعلانا لإنتهاء المحاضرة في كلية الهندسة ‘ وما هي الا دقائق معدودة حتي فرغ المدرج من الطلبة عدا طالبا جلس يستميل الدكتور ويطلب منه ان يساعده فهو لديه مشكلة لن يقدر علي دخول الامتحانات هذا العام لظروف خاصة في منزله بسبب وفاة احد اقاربه .
كان هذا الشاب شديد الثراء لكن غلب عليه شكر النعمة ف كان يفضل الطرق السوية دائما ‘ لكن الدكتور تجاهله واخبره انه لن يستطيع مساعدته ‘ او دعمه في درجات اعمال السنه وهو لم يعلم انه بهذا يفتح الباب امام الجانب الآخر من شخصية الفتي ليستغل الطرق غير السوية ‘ التي لطالما كان يتجنبها .
عاد الشاب الي منزله حزينا مهموما لا يدري ماذا يفعل في مشكلته ‘ وما ان غلبت عليه تلك الشهوه التي تدعونا دائما الي اختيار الطرق الاسهل والاوفر وقرر ان يعرض علي الدكتور مالا من اجل ان يجعله يتخطي الامتحانات ولم يكن الدكتور نقيا الي هذا الحد الذي يجعله يرفض رشوة ‘ فلو كذلك لساعد الطالب من البداية !
ذهب الى الدكتور ف اليوم التالي كعادته وعرض عليه هذا المبلغ الذي رآه مناسبا ‘ لم يوافق الدكتور فظن الشاب انه اخطا وما ان سولت له نفسه ان يرفع قيمة هذا المبلغ لانت نفس الدكتور ووافق علي ذلك وتمت الصفقة لكل منهما ويا ليتها اقتصرت علي ذلك العام فاستساغ الصبي هذه الطريقة وهو كثير المال واحب الدكتور كذلك وهو كلب للمال مر عام وآخر والطالب ينجح دون عناء ودون ان يفقه شيء ف المادة الدراسية حتي جاء العام الاخير عام التخرج ونجح الطالب بطريقته المعتادة ثم ترك كل منهما الاخر لانتهاء مدة الصفقة.
وبعد مرور 8 اعوام كبر ابن الدكتور واراد ان يتزوج وكان بيته غير كافي لاسرة ابنه الجديدة ف اراد ان يبني ليه بيتا علي قطعة ارض قد اشتراها من قبل ف بحث عن مهندس لبناءها ‘ ف دله احدهم علي مهندس جديد ف وافق الدكتور البخيل لانه يعلم انه لن يطلب مبلغا كبيرا ‘ اتفق مع ذلك المهندس وخطط له البيت واقامه ولكن هذا المهندس لم يكن بارعا او جيدا.
وبني البيت وتزوج الشاب ومر عامين حتي وقعت الفاجعة وسقط البيت علي الشاب وزوجته وابنه الصغير وتوفي الجميع في حادث مؤلم جاءت الشرطة وحقق وعلمت ان السبب هو عيب في تخطيط المنزل ‘ ف سألوا عن المهندس الذي خططه فوجيء الدكتور عندما علم ان من خطط الييت هو من جعله يتخطي وينجح بالمال وهو يعلم انه غير بارع ولا يستحق تلك الشهادة ‘
ندم ندما شديد ولكن يا ويلها الندامه! لا تجدي شيئا ها هو قد دفع اضعاف ما أخذه من الطالب الفاشل او قل الذي جعله فاشلا! ‘ آجلا ام عاجلا ندفع ثمن خطاينا ف ها هي الحياة لا تترك شرا بدون عقاب ولا خيرا بدون ثواب !!
للتعليق