أحدث المقالات

أمير عزام يكتب: مجمتع اللا معنى

أمير عزام يكتب : مجمتع اللا معنى


أمير عزام يكتب : مجمتع اللا معنى

عندما يكون كل شئ عكس طبيعته !!
فلا تحزن وكن ذو معني...



الشمس متوهجة، والعرق يتساقط من جباه الناس، والغضب يملاء الوجوه، ورائحة المكان سيئة للغاية وكأننا في مجري فضلات فرس النهر!!

يا له من وقت سئ للغاية فالناس صاخبة ولا تبتسم ولا يشعرون بالحياة ومن حولهم وكأنهم أصنام او عرائس في حفل للصغار في إحدي دور الحضانة بمنطقة الفسطاط الشعبية. لا أحد يتكلم ولا أحد يشعر ولا هناك نبض للحياة، فقط وجوه مكتئبة غابرة وجباه تحمل تجعايد الغضب الشهيرة .

ذكرني هذا المشهد بفيلم "بين السماء والأرض" حيث تكتلت فئات متعددة من المجتمع في اسانسير العمارة، وأصبح كل منهم يظهر حقيقته السيئة واحد تلو الأخر حتي كادوا يهلكوا جميعاً، هذا ما يحدث بالفعل في الواقع أيضاً وليس في السينما فقط، الناس قاربت علي الهلاك من كثرة تدني الأخلاق والتدين.

بات كل منا يَسير علي هواه ويجوب الأرض بما تهوي نفسه ولا أحد يعرف القوانين ولا حتي أعراف المجتمع المتفق عليها، فلا كبير يَرحم ولا صغير يَعقل.

الكبار لا صوت فوق صوتهم والصغار أرادت ان تخرج من عباءة التبني الزائفة وكلاً منهم لا يريد الإعتراف بحق الأخر.
ومعركة الأخلاق حسمت لصالح الأشرار ولم يعد لها مكان في مجتمعنا، أصبح الأمر أشبه بالشوك المنتشر في صحراء مصر ، لم يجد أنسب من خراب الصحراء ليُعمر فيها جذوره . "ذاد الطين بَله" ولا أنسب لتدني الأخلاق مأوي إلا في مجتمعنا المتهالك هذا!!

وسط كل هذا يعجبني الشاب الذي اتي من الريف إلي القاهرة آملا ان يجد الاخلاق كما في قريته او النجع الذي ولد فيه، فيخجل من ان يعلو صوته صوت كبيره، ويغضب من حماقة صغار ظنوا أنفسهم كبارا بتدخين سجارة عفنة او ببلوغهم بعض السن.

لا عجب في الأمر وقد نشئ الصغار علي الضوضاء وسرعة الحياة والصراع علي الرزق ومواكبة المعيشة وضغوط الحياة والخ...!!

نحن بحاجة ماسة إلي أشباه ذلك الشاب الذي يدعي "و.ع" صديقي في العمل، فهو يحمل من عَرق الريف وطين الارض علي جَبينه ما يكفي ليكون واعظاً وَمُحَكّمٍ بين القبائل والعائلات.

وبالمذيج الخاص به الذي يدهشني كثيراً في إختلاط أصالة الريف وحضارة المدن فيخرج منه شخصٌ متكامل الأركان لا يحمل من الأمراض النفسية ونقص التربية شيئاً ولا يعرف عن الجهل ولا التخلف شيئاً.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-