عمرو أشرف يكتب : فرصة رفضها القدر
و ها قد حان وقت السفر و انا اهرول لأجد نفسي متأخراً علي ميعاد قطاري ، و لكن ليس هذا بجديد فأنا دائماً متأخر في كل مواقف حياتي ، و لكن يشاء القدر ان اصل في الميعاد المناسب رغم ذلك التأخير ..
لحقت بالقطار في اخر لحظه لأجد نفسي اتجول بداخبه ابحث عن مقعدي ، في انفاسي المتلاحقه لمحتها عيني ليزول عندها تسارع انفاسي و يتوقف بي الوقت في لحظه من الهدوء و الصمت بداخلي ، رأيتها بين كل هذا الحشد ، بعيونها السوداء الواسعه و شعرها المموج الذي يحمل لونآ ذهبياً خفيفاً و كأنه يضيئ خصلاته الناعمه , و لكن هذا الجمال مألوفاً علي ذاكرتي ، اشعر انني قد رأيت هذه اللوحه الفنيه الرائعه من قبل ، ليأخذني عقلي و ذكرياتي فجأه لطفولتي ..
نعم انها هي نور ابنة الجيران التي سافرت في سن العاشره منه عمرها لمدينة اخرى ، نعم هي فتاة احلامي في الصغر ، كيف لطفل في سن الثامنه ان يعرف معني الحب ولكن كان هناك شعور بداخلي ارقي بكثير مما يُسموه الحب ، لتبدأ ذكرياتي ف المرور من امامي لأتذكر مرحنا سوياً بداخل حديقة منزلهم الواسعه ، و كلماتها الرقيقه التي تحمل طابع الحنان و الحب ، و صوتها الملائكي الذي مازال يداعي اذاني ، و حزنها الشديد مع اذان المغرب الذي كان دليل علي رجوعي لمنزلي و لن اراها الا في اليوم التالي ، و اخيراً دموعها في لحظة مغادرتها لمدينه اخري مع والدها, لتعود بي الاحداث لأجد نفسي في منتصف عربة القطار متسمراً في مكاني انظر اليها فقط و قد انقطع ذلك التسمر بأرتسام ابتسامه رقيقه علي شفاتيها ، لأذهب في للمقعد المجاور و يخالط عقلي افكار كثيره منها هل تذكرتني ام لا ؟! و افكار اخري بأن اذهب و احدثها علي امل ان تتذكرني .
مر وقت طويل و انا في فضاء واسع لا افعل شئ غير النظر اليها ، حتي توقف القطار لأجد من بجانبها تستعد للنزول و اجدها هي ايضاً تستعد ، و ها قد سُنحت لي الفرصه بالنزول معاها رغم انها لن تكن محطتي و لكن هذه المره لن افوت الفرصه ,و سرعان ما لمحت يدها و هي تمسك بحقيبتها و يتزين علي اصبعها خاتم و قد ادركت انه خاتم خطوبه .
توقف بي الوقت للمره الثانيه لأجد كل الفرص قد اطاح بها القدر ، لأجلس في مكاني مره اخرى بجانب افكاري و شغفي الذي قد انقضي نَحبهُ و اعلم انني قد تأخرت في هذه المره ايضاً و قد فاتتني محطتي و ان لم تكون هي و لكن سأنتظر المحطه التاليه .
للتعليق