مصطفى زيدان يكتب : الشهيد والمنتحر وفعل الشذوذ والميل له!
الانتحار جريمة يمهد لها المجتمع ويقوم بها شخص، وهي في النهاية كبيرة يحاسب عليها الله ذلك الشخص ومن ساهم في ذلك من المجتمع، لكن دوافع الانتحار لابد أن تكون محل دراسة واهتمام ومعالجة.فعل الشذوذ فاحشة، بعضه بدافع مرض يحتاج لعلاج، وعدم خلق بيئة تعالج وتواجه ذلك فهو جريمة مجتمعية أخرى، لكن الاصرار على أن الشذوذ هو أمر فطري والمجاهرة به والمطالبة بحقوق التعايش معهم كفئة طبيعية فهو كبيرة يحاسب عليها الله.
أما الميل الشاذ؛ فالنفس تميل لأمور كثيرة منحرفة عن فطرتها، سواء بدافع نفسي مضطرب أو هوى أو شيطان، فالمحاسبة من الله على الفعل الذي يتبع الميل، لا مجرد الميل الذي يثاب الصابر عليه والممسك على نفسه إرضاءً لله.
كأمراض القلوب من تراكم الذنوب، لو أن كل مرض يصيب القلب والنفس أقرّينا بأنه هو الفطرة وله حق التعايش دون محاولة علاجه لفسدت الفطرة وتحولنا لمجتمع حيواني يفعل ما تهواه نفسه المريضة.. ولا تخلو نفس من ذلك لولا ستر الله.
الإلحاد تختلف دوافعه بدايةً من شخص يتأثر بالموضة الإلحادية مرورًا بالمريض النفسي والشخص الحائر الباحث عن الحق وانتهائًا بالشخص الجاحد رغم علمه ووعيه، وأما دوافعه فهي على الله وحسابه عنده، والجزم بأن الشخص الفلاني بالتحديد في الجنة أو النار ليس من إختصاص البشر، لكن أحكام الدنيا بوجه عام تأتي بالظاهر، فكما أن هناك مَن نشهد له في الدنيا بالشهادة وأنه مات مقاتلًا في سبيل الله ويأخذ أحكام الشهيد في الدنيا كاملةً، لكن في الأخرة له عذاب جهنم لأن نيته كانت لغير الله، فكذلك الحكم بوجه عام أن من أظهر لنا الكفر فعليه أحكام الكافر في الدنيا وأن مصيرة جهنم التي وعدهم بها الله، أما ما يبطنه ويخفيه فليس لنا عليه حكم وهو لله.
أما ميل الناس للحكم من عدمه في تلك الأمور فهو أمر أشبه بالفطرة، فكما أخبرنا الله أننا شهداء الله في الأرض، فالناس تقرُّ ما كان يفعل الشخص من خير فيمدحونه ليمتثل به الناس، وما كان من شر فيذمونه فيجتنبه الناس إتعاظًا، وهكذا تسري العادة البشرية وهكذا لن تتغير، فاللهم حسّن سيرتنا وأحسن خاتمتنا.
وأما الحزن على من مات مظهرًا كفره، فلا حاكمَ للمشاعر ولا حاجر على التعاطف، لربما من مات كان صديق فلان أو حبيب فلان أو فعل خير في فلان.. فيحق لهم الحزن له وعليه، لكن دون التعدي على حق الله، وهذه دعوة خير لك، لا عليك، فالبقاء لله تكفي للتعازي، ولا تستهين بمجرد كلمة، فقد تخرج من الدين بكلمة كما تدخله بكلمة.
وأما الحديث في تلك الأمور مع كل " ترند" فهو خير إن حسنت نيتنا به، وهو شر إن سائت نيتنا، فاللهم أحسن نوايانا.
للتعليق