"وهل البوح يغير من القدر ياسيدتي ؟! "
حسنًا، لِما لا أدعوكِ إلى جلسة مصارحة، لن نحتسي فيها الشاي لا، ولن نضيء الشموع، ولن نقيم أنوار البهجة، بل لن ترتسم على وجوهنا أي معالم السعادة بالمرة، فلا الأجواء الرومانسية تليق بما سنقول، ولا تليق بشخصي على ما يبدو.
سنجلس سويًا على غير العادة بملامح الحزن الدفين الذي نخفيه، وسيضيء لنا المكان نيران الكره الذي أصبحنا نبيّته لبعضنا البعض، وسنتناول ما تتناوله تلك النيران من أنفسنا وقلوبنا وعقولنا.ونبدأ المصارحة على تلك الحالة الميئوس منها:لكِ ألفُ سر بوحي بهم لترتاحي، ولكِ مني سر واحد أبوح به ويكفيني، قولي عني ما تشائي، حتى وإن قلتي لا تحبينيأخطأت ظنك كالعادة يافتى، ولم تترك لحسن الظن باب، تتهمني بكرهك وأنا لا أهتم حتى أكره، لكنّي لا أحبك حقًا لم تخطيء، وإن كنت أنت تكره، فأنا لا أراك حتى وإن مررت من عيني، فكيف بك تظن أن لك عندي سر، وأنا أرى الضوء ولا أراك حين يمر.
ومن قال لكِ أن كرهي من اهتمامي، فأنا لا أهتم، بل كرهي من وجودك بأحلامي، فلماذا لا تفارقيني فيهم لأنام، أما سوء ظني فذلك لأني أراكي تهتمي وهذا إما حب أو بالكره تتغني، فتعوذت من الله أن يكون حبًا فأسأت بذلك ظني.حبًا؟! يا فتى دعني أبوح لك لننتهي، ملامحي غدت باهتة، وروحي أصبحت فاترة، وعيوني تجاة عيونك ثابتة، لكن ليس حبًا كما تظن، بل اعتبره كرهًا كما أسأت الظن، وإياك أن تراه حُبًا أبدًا فكبريائي لا يعرفك ولا يعرف الحب.
حسنًا، أما سري، فأنا لم أعد أعرف نفسي لأعرفك، ولم أعد أرى قلبي لأكرهك، ولم أعد أملك عقلي لأكذب عليكِ، بل إني فقط وجدت ملامحي تشبه ملامحك، وحزني يشبه حزنك، وعيوني تحمل مما تحمله عيونك، فظننت أن طريقنا مشترك، لكني وجدته على ما يبدو طريقًا معاكسًا.
لماذا دعوتني إذًا للجلوس معكَ؟!لماذا استجبتي أنتِ للجلوس معي؟!استجبت من الذوقوأنا دعوتك من الحزنألن تبوح بحقيقة السر ؟وهل البوح يغير من القدر ياسيدتي؟!