مصطفى زيدان يكتب : إن كنت حقًا أدينُ بالإسلام دينًا، فأين أنا مما أدين؟!
في لحظات إنفرادي بذاتي، ومحاولة فهم ما يحدث في حياتي - أو حياتنا جميعًا- والفيض الهائل من التساؤلات التي على شاكلة هل أنا مسلم حقًا أم لا؟! وإن كنت مسلمًا حقًا فلماذا أنا كذلك؟! وإن كنت شيئًا أخر فلماذا أيضًا وماذا قدمت لذلك؟!
على أي طريق أنا، وإلى أين، وماذا أحمل من زاد في الطريق، وهل يكفي أم أنه زاد واهم؟!
هل حقًا أفعل كل يوم ما يدعم إيماني بما أعتقد؟!
أو حتى أدعم إيماني باللااعتقاد إن جاز التعبير؟!
تؤرقُني التساؤلات كما الجميع، أفتش في دواخلي، أفعالي، أقوالي.. وهل تتناسق مع ما أبديه من إيمان أو إنكار حتى ؟!
يضيق الصدر من الملامة، ويضطرب النبض من الحساب، ولكن لا مفر من السؤال.. هل أنا مسلم حقًا أم أني أريد اسم الإسلام فقط دون التزاماته ؟!
هل أنا متذكرٌ جيدًا على مدار اليوم أن هناك أخرة وجنة ونار، أم أنظر لها كمسميات فقط دون التأمل بشكل حقيقي في النهاية، هل أضع في حسباني ما أفعله من فعل أو قولٍ في أي كفة سيوضع؟! أم أن الدنيا ألهتني عن الله فنسيت الله ونسيني وأصبحت أنا وأفعالي كلها في غياهب النسيان حتى وإن ذكرني الناس ؟!
إن كنت مُسلِمًا حقًا، فأين أنا من قضاء فروض الله على وجه الحق، أين أنا من إتباع هدي نبيه عليه الصلاة والسلام؟! أين أنا من نصرة الحق ولو بقلبي؟! وأين أنا من بر والدي وأين أنا من مجاهدة نفسي وعصيان هواها والشيطان، وأين أنا من تعاليم الإسلام إن كنت مسلمًا.. بل أين نحن ؟!
ومن بين كل تلك التساؤلات خرجتُ بنتيجة واضحة لشخصي، أنني وإن كنت لا أخاف كثيرًا، إلا أن فكرة الموت والحساب تخيفني بالقدر الذي يجعلني أكفُّ عن التفكير فيها، وأنني وإن كنت أخاف فلا أخاف الموت ذاته.. بل لأني حقًا مازلت غير مستعد للقاء الله وأنا ملطخ بكل تلك الذنوب والآثام.
فاللهمّ عفوك وغفرانك ورحمتك التي وسعت كل شيء.
للتعليق