أحدث المقالات

محمود بطران يكتب : صديقي "2"


محمود بطران يكتب : صديقي "2"


محمود بطران يكتب : صديقي "2"


صديقي أغلى ما أملك أكثر ما أحب، أول ما قلبي يتلذذ به هو لقاك، وسماع صوتك الذي بمثابة حصن واقي، ودرع حامي كدرع سليمان، أعلم أنك بدأت في السخط من حديثي وبدأ قلبك ينبذه 

لما لا وأنا لا أتحدث معك إلا عن النجاح والأمل والتفاؤل والواقع، ولم أتحدث عن الجزء المغطي بالظلام في حياتي ونسيت ان أحدثك عن الضباب، ولم أتسامر معك في هذا الجزء، كان هذا متعمداً أن أفعله ولم يكن لخداعك 

 ف والله ما كان هذا إلا خوفاً من تسرسب الحزن إليك رويدا رويدا حتي يتمكن منك ويقبض عليك كقبضه ملك الموت علي الأرواح 

 لقد صورت لك حياتي كلها مليئه بالسعاده والافراح وأحزاني تنتظرني من حولي وأنا اقف علي مسرح النسيان؛ لكي اتجاوز تلك الهموم الثقال 

فمن منا حياته مليئه بالسعاده والسرور؟ كيف ونحن أول ما بدأت به حياتنا هو البكاء وأخر ما تنتهي به حياتنا هو الموت  المضجج بالبكاء الناهي للآمال القابض للأرواح، كيف وربك يقول لقد خلقنا الإنسان في كبد 

فهل لك أن تتوقع أن كل حديثي معك مثابره وصبر مني لكي لا املئ حياتك بالحزن، ولا أجعل اليأس يضفي عليك ويضفي عليك هزيمته، فاليأس هزيمه ما ابغضها لنفسي، ولا أريد احدا أن يرثيك بحزنه عليك  

 أريدك ان تعش حياه جوانبها السعاده واركانها الأمل الفواح، ولكن لا تتمادي في الأمل؛ فينقلب الي غمة نكباء، فالأمل بدون عمل كالمسلم بدون صلاة كالشجره بدون ثمار كالأنثى بلا مظاهرها  تلك جميعها مسميات فقط ومظاهر خداعه كحكام العرب اذ يخدعون أنهم يحكمون وهم يُحكمون. 

لا أريدك ان تتشكر لي علي مجاهدتي من أجل أن اجعلك سعيدا، كل ما أريده منك ان تتيقن أنني لم اخادعك ولم أعطك من الأمور عكسها ومن الأحداث نقيضها، فأنا لا أريدك أن تتشارك معي همي وحزني

كيف تتشارك معي أحزاني وهمومي، وأنا أتفنن  من الحديث لكي أنسى معك آلامي واشارك معك افراحي، وأحدثك من الحديث أعظمه وأضرب لك من الأمثلة أروعهاوأنا احمد الله على أن وهبني نفسا تظنها سعيده فرحه هي في الأساس ما لها بذلك من شئ 

 فالغمم تنقلب بنعم ، إذا حمدت من سواك فعدلك ، والنعم قد تنقلب بنقم اذ لم تشكر من وهبك وفصلك ، نضرب مثال لنتفهم أنا أحب الأمثلة مثلك لأنها هي من تجعلني اتفاهم معك وأضفي حديثي إليك فهي سبيلي إليك فاحبها مثلك 

عندما أعطي الله لقارون أموال وعتاد كانت مفاتحه يحملونها الرجال الشداد، فكفر بنعمة ربه ظناً عقله بل لا نقول ظناً ونقول حمقاً منه أنه أوتي هذا الفضل علي علمه ، أي علم ي مسكين انسيت أنك عبدا لرب العلم ؟ فذهب الله ما عنده هباءً منثورا 

علي النقيد كان سيدنا يوسف في سجون الملك بعد رفضه لغرائز زوجه الملك التي هيأتتها نفسها بأن الصديق سيقبل غرائزها ولكنه استعصم بربه فُسجن نتيجة فعلته الحميده وأستعصامه وتمسكه بنعمه ربه فأخرجه ربه من السجن وجعله والياً علي بلاد يتملك فيمن القوه في اليم ظنا منهم أنهم تخلصوا منه ولكنه أصبح واليا يأمر وينهي يبيح وينهي يرفض ويستجب لأمره،

أريد الا اطيل عليك حديثي ولكني أريدك ان تعلم أن الحزن له مخرجاً والضيق له فرجاً والياس يمحوه املاً ، والظلام لها منيراً والأهواء لها كابحاً والأمراض لها مطبباً والجروح لها مداويا والشروخ له ساددا 

فقط ثق برب الارباب مسبب الأسباب وتوكل علي هازم الأحزاب رب محمد والعباد وقل قولة الصديق إنه ربي أحسن مثواي وأرفض ما تتدني إليه نفسك واصبر علي ما لم تؤت عليه صبرا ستتملك من ما ألقاك شرا وحقدا حسدا وظلما، فقط قل توكلت علي الحي الذي لا يموت، فكل الإنسان في خسر الا من آمن وعمل صالحا وصبر، 

أستودعك عند الله صديقي وعند الله ترد الامانات ، ولكن أعلم ان كل منا لديه من الأحزان ما يكفيه ، ولكن بالصبر ربه يداويه ، وسلام الله عليك ورحماته ♥♥
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -