قصة قصيرة للكاتب : عمر السيسي
تسربت اشعة الضوء الذهبية من شق النافذة لتعبر عن يوم جديد بامر الله ‘ دخلت لتنير الغرفة علي هذين العروسين اللذان جمعتهما المحبة قبل الزواج ‘ وقد مر علي زواجهما بضعة ايام ف كان اول صباح يتوجب علي الزوج ان يترك فيه زوجته او قل حبيبته ليذهب الي العمل بعد انقضاء اجازة العرس ‘ وكانا يسكنان في حي شعبي يمتلأ باناس من جهات مختلفة تجمعهم ثقافات مختلفة وعادات مختلفة وكان هو من صعيد مصر لديه حمية الدم او قل عصبية الرجال التي ضاعت هذه الأيام بسبب ما يسمي بالعقول المتفتحة او ما شابه من تلك الالفاظ الاجنبية التي تقدم لنا لتستلب منا اصولنا العريقة ونخوتنا الشرقية .
استعد الزوج للرحيل الي عمله ولم يرد ان يقلق زوجته من نومها ولكنها استفاقت لما احست عدم وجوده بجانبها واصرت ان تتطمأن علي افطاره وذهابه للعمل ‘ انقضت تلك الساعات الروتينيه التي عاني منها الرجل كثيرا قبل الزواج وكان يتمني ان يتغير حاله في انقضاءها بعد وجود زوجته في حياته ‘ عاد الي المنزل متعبا منهكا بعد العمل ‘ واذا به يدخل العمارة اوقفة الحاج صاحب المخبز ف الطابق الاول من العمارة وكان صديقنا الشاب يقطن الدور الثالث ‘ وكان هذا الرجل صاحب عينين بارقتين يرمق كل حركة بالشارع ويترصدها ودائما ناقل الاخبار.
ذكرني بتلك العجوز التي ترقب القادم والذاهب بنظراتها من اعلي لأسفل اخبر صديقنا الشاب ان رجلا غريبا دخل العمارة فترقبه حتي وجده دخل شقته ‘ وقعت تلك الكلمات عليه وقع الصاعقة واثار في نفسه شكوك في خيانة زوجته! ‘ لكنه كان وفيا او قل مترويا ينتظر حتي يتاكد من ذلك ف اخبره انه بالفعل ينتظر احدا حتي يسلم من لسان ذلك الرجل الثرثار ‘ صعد السلم في اندفاع وعجلة يشك أبمقدار حبه كان جزاءه الخيانه ؟!‘ ويفكر ماذا سيفعل ان وجد هذا حقا ‘ وصل الي شقته ووجد حذاء غريبا امام باب الشقة ف اوشك ان يصدق تلك الخيانة! دخل شقته وكان معه مفتاحا واذا به يجد رجلا نائما متغطيا علي سريره أوصلت بها الوقاحة لتلك الدرجة!.
سيطرت عليه عصبية قومه دخل المطبخ واحضر سكينا واراد ان يقتل ذلك الرجل حتي يتخلص من هذا العار ازال الغطاء واذا به سيطعن ذلك الرجل ‘ ف وجده اخو زوجته!! ‘ فهو يعمل بالقرب من منزلهما فاراد ان يطمأن علي اخته فهو لم يرها من يوم الزواج !! لم يعلم ماذا يفعل ربما ظلم زوجته ‘ او تسرع عندما صدق كلام الرجل ‘ وكان فضلا من الله ان اخو الزوجة نائما فلم ير شيئا! ‘ دخلت زوجته الغرفة قادمة من غرفة اخري! فوجدته حاملا السكين! وسالته ماذا تفعل به اخبرها انه راي اخاها فاراد ان يحضر بعض البرتقال ليعده له! ذهب عن الزوجة دهشتها منه وكانت تعد الغداء وايقظت اخاها فاكلا معا ثم ودعهما ‘ وانقضي اليوم ومر الزوج مع اخي زوجته امام صاحب المخبز عمدا حتي لا تذهب به الظنون في تلك المرأة النقية! ‘ وعاد الي سريره ليلا يندم علي تسرعه بشكه في زوجته وقرر ان يتروي ويفكر اولا قبل اي قرار وربما لن ينسي ذلك الحذاء ابدا ... !!
للتعليق