شمس جمال تكتب : ما عاد يجدي البقاء
أظننت أنها لن تستطيع الرحيل؟
فكرة خاطئة أتت إلى مُخيلتك يا عزيزي؛ فهي قادرة على الرحيل كما أنها قادرة على كل شيء صور لك غباؤك الفريد من نوعه أنها لن تستطيع أن تفعله.
أظننت أنها ستظل مصابة بالضعف و خيبة الأمل كما كانت معك؟
لا، فهي تخلت عن تلك المشاعر عندما قررت الرحيل؛ فأنت لم تصبح جزءً فى حياتها؛ فلماذا تصاب بالضعف و خيبة الأمل؟
أظننت أنها لن تستطيع التنفس فى هذه الحياة بعد فراقك؟
هل أخبرك أحدهم بأنك أكسجين الروح!
أم ظننت أن وجودك في حياتها حقيقة كونية لا يمكن تغيرها؟
هذا هراء يا عزيزي، فأنت كأى شخص يمكن أن يُفارق؛ فلست أحد محاور الكون.
هي تعلم جيدًا أنك ظننتها ستعود ثانيةً كما كانت تفعل من قبل؛ ذهاباً و إياباً ذهاباً و إياباً؛ و لكن حقا هي ملت البقاء و ملت علاقة فاترة تتحمل بقاءها وحدها و أنت تلعب دور الطفل الذي ينتظر أن تلبي أمه كل شىء من أجله؛ كما أنها ملت تلك القسوة التي كانت تتجسد في جسد يدعى ذكر.
لا تقلق هي بخير؛ بل هي فى أفضل حال بعد أن قررت فراق تلك الآفة التي كثيرا ما أنهكت روحها.
لماذا تلك النظرة المبهمة هذا الكلام لا يدل مطلقاً يا عزيزي على أنها أتت لكى تعاتبك ثم تلقي بنفسها غرقا في حضنك الذي لا يعرف للحنان طريقاً.
جميع الأبواب أُغلقتْ يا سيدي؛ عذراً فدعنا نقول جميعاً أن كل شىء قد انتهي.
و لكن رداً على نظراتك المبهمة؛ عليك أن تتذكر يومًا جاءت لتخبرك أن أسلوبك يؤلمها و أصبحت غير قادرة على تحمل تلك الطباع السخيفة. ولكنك بكل سذاجة قولت لها أن هذا كله لا يمهك ولن تعني له بالاً ولا شىء قادر على أن يهددك؛ هي لم تكن ترغب أن تهددك ٍهي كانت تفتقد وجود روحاً ذات جسد يرافقها بلا إحساس. كانت تريد أن توقظ فيك إحساساً قد مات بداخلك.
أتذكر الكلمات الآخيرة بينكما حينما قلت لها " أشعر و كأنني منهك و أريد أن أكون بمفردي"
لم تناقشك تلك المرة وردت بكل هدوء " و أنا أيضاً أرغب في ذلك" أنت لم تري شيئاً سوى الهدوء في ذاك الرد؛ لم تري قلباً قرر أن يغلق أبوابه ولن يفتحها لك مرةً ثانيةً.
قلبًا تحمل كثيراً و كان آتياً إليك في هذه المرة ليخبرك أنه يريد أن يبقي بجانبك طِيلة عمره ولكن قسوتك استطاعت بكل سهوله أن تغير هذا القلب.
لا داعي مطلقاً لدهشتك تلك يا عزيزي.
أظننت أن الطفلة الصغيرة لم تكبر يوماً ما؟
أظننت أنها لم تتخذ صديقاً سوى البكاء؛ أعلم أنك كنت تحب رفقتها لهذا الرفيق. و لكن هذا الرفيق قد لان لها و شعر بدموعها في نفس الوقت الذي قسوت أنت فيه لان لها البكاء.
فاليوم هي لم ترغب فى أن تقول لك كن منصفاً يا سيدي القاضي، ولم ترغب في أن تقول بأنها حالة فعلاً لها يُرثى؛ حكمك عليها أصبح لا يهم. ظلمك أو انصافك دعه لنفسك قد ينفعك يومًا ما.
ولكن اعلم أنها تحررت من قيود حبك الذي كان كالسجن.
للتعليق