شمس جمال تكتب : فقدٌ و فراق
فقدٌ و فراق هما أقبح كلمتين أنجبتهما لغة الضاد.
كم أكرهك يا حرف الفاء؛ فأنت بداية لكلمتين استطاعتا أن تمزق أرواحاً و قلوباً، استطاعتا أن تجعل من دموع العين نهرًا فائضاً لا يجف.
لم أرغب فى عتابك ولكن دعني أقص عليك قصتين لا ذنب لأبطالهما إلا أنك كنت بدايةً لأقبح كلمتين في اللغة؛ فأنت بداية كلمة "فقد" و أنت أيضاً بداية كلمة "فراق" ، كم أكرهك يا حرف الفاء.
أسمعت عن "ورد" ؟
تلك الفتاة الجميلة التي أصيبت بانقسام الروح بسببك؛ تلك الفتاة التي عاشت حكايةً لم يستطع الألم أن يتحمل ألمهَا ولكن أنت كنت بطل الحكاية لم تكن هي.
بعد أن وُلدت ورد يتيمة الأم وعاشت في صحبة أبيها تسعة أعوام حتى فقدته هو الآخر في حادث مؤلم.
رأت ورد كل ما حدث لأبيها.
رأت حادث السيارة و رأت الطبيب الذي لم يتمكن من إنقاذه و سمعته أيضا عندما قال: نأسف لم نستطع إنقاذ الحالة" قالها بكل بلادة في حين كان صراخها يصل لكل ركن من أركان المستشفى.
رأت ورد ما حدث لأبيها و رأيت أنت كل هذا وكنت تشاهد انتصارك العظيم.
مهلاً فقصة ورد لم تنتهِ بعد؛ أنسيت أم تناسيت أن بعد هذا لم يبق لورد سوى جدتها العجوز التى أخذتها لتعيش معها في بيتها.
انتظر لِمَا سخرية النظرات! أعلم أن اصطحابها لجدتها ليس بشىء مؤثر ولكن دعني أقطع تلك النظرات بإخبارك أن في اليوم الذي رأت فيه ورد جدتها قد أصيبت بالهذل بعض الشىء و قررت الذهاب للطبيب في نفس الوقت قررت ورد الانتحار لأنها أصبحت غير قادرة أن ترى فراق أحد أحبتها مرةً أخرى فقررت أن تكون هي الفقيدة وتفارق جدتها قبل أن تفارقها هي.
فُقِدت ورد و فارقت منطفئة شمعة القلب ،مقسومة الروح.
ألا تشعر بمعني قداسة الروح أيها الحرف اللعين؟
ألم تتعرض للفقد من قبل؟
ما المتعة التي تجدها حينما تجدنا نرحل من حياة بعضنا البعض!
تباً لك .
أسمعت عن " قاسم" ؟
ما هذه الدهشة؟
كيف لا تعرفة و أنت مزقت قلبه وروحه وكل شىء في حياته؟
أظن أنك لم تُبقي منه شىء سوى جسد منهك غير قادر على أن يقف على قدميه مرة أخري.
أَظُنك كنت مسروراً لأنك كنت تعرف أنه سيفقد كل ما كان يسعي للحصول عليه من عمل و حبيبة؛ حينما كنت تراه يذهب إلى عمله مبتهجاً لأنه يري أن كل يوم يمر يكون بمثابة خطوة تقربه من حلمه وتقربه أيضا من أسماء تلك الفتاه التي يهواها قلبه ولا يتمنى سوى أن يلامس قلبها.
بعد أعوام من العمل و الجهد المتواصل، وبعد مرور الكثير من السنوات بقلب يحمل بداخله حب لفتاة لا يرجو من الله سواها؛ وقفت بجبروتك اللعين أيها اللعين تري مديره في العمل قرر أن يفارق الحياة منتحراً نتيجة للأسباب الإقتصادية التي تمر بها البلد في الفتره الحالية.
وقف قاسم أمامك يري فقد حلم الترقية الذي كان سيحصل عليه في اليوم التالي إذا لم يحدث الانتحار.
بعد أن أصيب بالحسرة وخيبة الأمل نهض و قرر أن يتوجه إلى حلم قلبه و روحه " أسماء"
الذي ذهب إليها ليخبرها أنه لا يستطيع العيش بدونها و أنه يريدها زوجة له فى أسرع وقت ليتعافى بها فكان يرى فيها الدواء الشافي لقلبه وروحه؛ أخبرته أنها لأسباب شخصية لا تستطيع البوح بها قررت أن تتزوج من أحد أقاربها. وما كان بينهما صفحة لابد للزمن أن يطويها و أنها مضطرة أن تفارقه. وعليه ألا يحاول رؤيتها مرة ثانية.
و قف قاسم ممزق الروح بعد فقدان الحلم و فراق الحبيبة. ووقفتُ تشاهد انتصارك في هذه المرة أيضًا.
لما لا تتنحى عن حياتنا أنت و الكلمات اللعينة تلك؟
ماذا تجني عندما تري دموعنا منفطرة علي فراق من نحب؟
ماذا يحدث لك عندما تشاهد فقدان الأحلام و الطموح؟
إذا كنت تحب المفارقة و الفقد ففارقنا أنت نحن لا نرغب في وجودك، نحن نريد أن نفقدك
ارحل و لا تجعل من نُحِب يرحلون.
دعنا نفقدك ولا تدعنا نفقد أحلامًا تعلقت بها قلوبنا.
للتعليق