أحدث المقالات

أحمد عوض يكتب:عندليب و فراشه

أحمد عوض يكتب:عندليب و فراشه

أحمد عوض يكتب:عندليب و فراشه
عندليب صوته عزب ألحانه مبهره فيها عبر. 
 لو تحدث أو همس تسمع له الأذن حتي لو كانت لا تسمعُ.
لأن ألحانه لاتحتاج الى آذانٍ  تسمع بل الي  قلوبٍا ذات احساسٍ  مرهَفٍا.
كان يطوف البلدان بجناحيه يقطف من كل  بستان وردةً يستنشق ريحها وهو يبتسم ليس لطيب ريحها فقط ولكن  لقدرة صاحب النعم.

 رأي وهو مُحلقا فراشة لا تسطيع الطيران بين أغصان الشجر، فهبط إليها مسرعا ما بكي قد ظهر عليكي الالم؟ هل تحتاجين الي من يُعينك في المحن، نظرت إليه وعيناها يفيض منها الحزن وقالت له:
جناحي مكسور ولا استطيع التَحليق ثانيةً، هل تقدر علي إصلاح ما "أفسده الزمن"؟ 

       نظر لها و إبتسم: لا تيأسين ولا تلومين الزمن وادعي إلى ربك فهو موجود فلا مكان للهم ولا حتي الوهن. وانظري إلى الورود التي في بُستانِها كم هي جميله فهل غير الله  خالقاً، تخرج من بطن أرض سمراء تتشكل بأنواع مختلفه من الالوان المُزَخرفه، وعلي جناحيه انطلق وحملها، وإلى مكانه الجميل وضعها وبدأ في تنفيذ علاجها بما علمه الله حتي يتمكن من إنقاذها، وأخذ علاجها ايام حتي اصبحت بجناحِيها تُرفّرِف ثم قامت وفي السماء و حلقت، ونظرت إليه وتعجبت :كيف عرفت علاجي وكيف اشكرك ؟ أجابها وصوته يمتلئ بالخشوع: لا تشكرينني بل سَبحي ربك الذي جَعلني لدوائكي  سبب الذي لا يخفى عليه شئ ولايُرد عنده طلب هو صاحب الدواء والمكان والزمن .

            لاتَيأسين وهو موجود  فله في كل أمر حِكمه وكيف تلومين حَالكِ؟!، وهو من ابتلاكِ و مع بلاٰئهِ المخرج، وكيف  تحزنين ؟!، وهو مُفرِج الهموم و النِقّم، عجبت لمن له إله مثله ويكون للاوهام مُستسلماً والله لأمره مدبرا فٰسَبحيه وكوني له ساجده.

           وتعجبت من أمر هذا العندليب كم قلبه بالله متعلقا يملئهُ الايمان فلا يرى غير الله منقذًا، والإنسان لغير الله يسجدُ والمسلمين لايركعون ولا يسجدون له، وأننا لو عبدنا الله جيدا ما كان لنا أن نحزن و لا نيأس ولا  نشاهد الآن  ارتفاع نسب الانتحار ولا القتل و لا حتي الأوبئة ولا الظلم ولا يقسو الإبن علي والديه ولا قتل الأخ أخاه، أفيقوا وارجعو إليه فكل نفس إلى خالقها ذاهبه وسوف توفى حسابها ."ولايظلم ربك أحدا"
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -