أحدث المقالات

أحمد عوض يكتب : الحضارة الفرعونية (1)

أحمد عوض يكتب : الحضارة الفرعونيه  (1)

أحمد عوض يكتب : الحضارة الفرعونيه  (1)
          كيف يحق لنا أن نحيا في بلدنا "مصر" ولا نعلم حضارتها التي كانت من أقدم حضارات العالم؟، كيف نستطيع تجاهل كنز من كنوز كبريائنا و فخرنا و عزتنا وشموخنا؟، لك أن تفخر وتتباها بأنك من أحفاد أساطير عظماء تركوا لك تاريخ أرسل العالم كله أكبر علماء من شتى أرجائه كي يتعلمون منه كيفية بناء صرح كبير كالاهرام، أبو الهول، وغيرهم وأيضاً في الطب حيث  أنهم غيروا مجرى الطب عن طريق معرفتهم بفن التحنيط، نعم هم عظماء، نعم هم الفراعنه، نعم هم أجدادنا المصريين

العصر الحجري القديم

العصر الحجري القديمالعصر الحجري القديم

           تبدأ الحضاره الفرعونيه من "٣٢٠٠"ق.م.حيث كان الإنسان لايعرف شئ غير قوت يومه وكان يعيش في الصحراء ينتظر هبوط المطر الذي كان يغذي الأشجار ومن خلاله يأكل الإنسان وكان يعتمد أيضا علي فن الصيد ومن خلال هاتين الوسيلتين يستطيع الإنسان جمع قوته من خلالهم، وتلك الوسائل كانت لا تستلزم الإستقرار في مكان وتتطلب التنقل المستمر وبالطبع لا تتطلب حمل أشياء ثقيله حتي يكون الترحال سهلاً،    وقد حصل الباحثون علي أدوات ظرانيه واخشاب متحجرة داخل الصحراء ولم يصل الي ايدي العلماء أو الباحثين أي عظام يمكن أن تدلهم عن الإنسان الذي كان يعيش هنا حتي الأن، وهذا العصر أطلق عليه الباحثون"العصر الحجري القديم".

العصر الحجري المتوسط

العصر الحجري المتوسط

وبعد أن بدأ الإنسان أن يتعلم الزراعه ألزمته الزراعه على الإستقرار حتي يرعى محصوله وعلمته بناء البيوت والأكواخ كي يحفظ محصوله وتحول الإنسان من شخص باحث عن قوته إلي منتج له، وتعلم الإنسان صناعة الفخار، والملابس، والحلي وإستأنس بعض الحيوانات التي تعينه علي زراعته وهذه الحقبه التي تدرج فيها الإنسان رويداً إلى حياة المدنية بإسم "العصر الحجري المتوسط"، ومن أقدم الحضارات القديمة التي إكتشفها الباحثين هي حضارة"الخرطوم" التي ظهرت بين عامين"٤٧٠٠_٥٠٠٠"ق.م.،والتي ظهرت بقاياها بعد الحرب العالمية الثانية، وهي حضاره لاشك بأنها كانت بصله بحضارة شمال وادي النيل والتي كانت متحليه بطابع جنوب الوادي أيضا، وكان سكان الخرطوم من الشعوب المتقدمه حيث أنهم جعلتهم يصنعون أدواتهم من الحجر ومن العظام، ويتحلون بالخرز والعقود المصنوعه من بيض النعام، وتعلموا صناعة الفخار وكانوا يزخرفونه بجزء من السلسله الفقريه لبعض الاسماك تشبه "المشط"ويديرونه حول الإناء قبل أن تجف، وكان هؤلاء السكان يعيشون في مرتفعات ليست بعيده عن النهر يقضون فيها جزء من السنة،وهناك وجوه شبه كبيره بين فخار الخرطوم وفخار البداري، وماعثر عليه المنقبون في النوبه وغرب  السودان مما يدل على ثقافة واحده في جزء كبير من هذا الجزء من العالم في هذا العهد.

        العصر الحجري النحاسي

العصر الحجري النحاسي

     وهذا العصر الذي يبدأ بين العصر النيوليتي (العصر الحجري الحديث)وعصر ظهور الأسرات في مصر، ومايعنينا في هذا العصر ما ظهر في مصر قبل ٤٠٠٠ق.م، ونسطتيع أن نقول بأن لحضارتي الدلتا والصعيد  مميزات خاصه، حيث أنه في الدلتا تأثرت الحضارة بما كان في غرب مصر وشرقها لأتصالها بفلسطين وسوريا وجزر البحر الأبيض المتوسط من ناحيه، وشمال أفريقيا من ناحية اخري، أما في الصعيد فقد اتصلت مصر عن طريق البحر الأحمر بثقافات حاميه وساميه، كما اتصلت بثقفات مميزه من ناحية الجنوب، ومن أقدم حضارات "الدلتا" حضارة "الفيوم " التي كانت لقوم ربما زحفوا من الغرب واستقروا على حافة النهر، ثم تليها حضارة"مرمده"وكلاهما كانو قبل ٤٠٠٠ق.م، ثم تليها حضارة "جزرة، ثم المعادي"، أما الصعيد فكان من أقدم حضراته حضارة"تاسا، ثم البداري، وبعدها العمره"ويكفينا أن نتكلم عن حضارتي "البداري في غربي الدلتا، ومرمده في محافظة اسوط" لأنهما بوجهً عام يمثلان مصر وجنوبها.

حضارة مرمده

حضارة مرمده

         نشر الأستاذ"هرمان يونكر" في عام ١٩٢٨م، ولم ينشر حتي الآن مؤلفه الكامل عنها وكل ما وصل إلينا عبر تقاريره السنويه التي كان ينشرها بين أعوام (١٩٢٩_ ١٩٤٠ م)، وهي بقايا قريه نيوليتيه كانت علي حافة الدلتا الغربيه، وكانت مساحتها حوالي"ستة أفدنه"، وكان سكان هذه القريه قد بنو أكواخهم علي حافتي طريق مستقيم، واماتزو سكان مرمده بالزراعة وكان لهم أكواخ مشتركه ليحفظوا محاصيلهم  جميعاً فيها، وقدثُبت ذلك وثُبت أيضاً انهم كانوا يمتلكون قطيع من الماشية والخنازير وقليل من الماعز والخراف، وقد استعملوا أهل مرمده "الشرشره" ثبتو في حافتها قطعاً من الظران لقطع أعواد القمح وتخزينها في صوامعهم التي صنعوها من الخوص وكانت هذه الصوامع عباره عن حفره كبيره تحت مستوي الارض، وعرف أهل مرمده "فأس القتال، ودبابيس الحرب، وسكاكين من الظران"، ومن المؤكد أنهم كانو يلبسون الكتان بعد غزله، ونسائهم كانوا يتحلون بالمحار وأسنان الخنزير البري، وبخواتم من العظم وحُلقان من العاج، وكان لكل امرأة حجر من الإردواز يصحنون عليه التوتيه الخضراء لتكحيل أعينهم وتقيهم من أشعة الشمس وأيضاً من بعض الأمراض التي تُصيب العين، و فخارهم أسود خشن على هيئة قرب الماء وأواني علي شكل فناجين ذات أرجل، وأهم ماحصل عليه "يونكر"في منازلهم على أعمده  وضعوها في منتصف المنزل وأيضاً حصل في زواية أحدى المنازل علي عظمة كبيره جداً من عظام فرس النهر كانوا يستخدمونها مثل "السلم"للصعود إلى سطح المنزل، وقد ثبت من تحليل الهياكل العظمية لهؤلاء الناس بأنهم ذات أجسام طويله، وجبهات عريضه وأنهم من حضارات البحر الأبيض المتوسط.

            حضارة البداري

حضارة البداري

لم يكن سكان الصعيد قد استقروا في أماكن ثابته ولكنهم كانو يسكنون في نجوع أو محلات متنقله، وكانت أكثر نجوعهم في مكان دفن موتاهم وهي "الجبانات"، وكان الطقس أكثر أمطاراً ودفئاً مما هو عليه الآن، ولذلك كانوا يسكنون في المرتفعات والتي كان يكثر فيها الأشجار والنباتات وخصيصا نبات البردي  وهي أيضاً كما ذكرنا أماكن موتاهم وهذه الجبانات هي التي ساعدتنا على اكتشاف حضارتهم حيث من خلال تحليل هياكل عظامهم أتضح لنا أنهم كانوا قصيري القامه لا يتعدى طولهم عن (١٦٠سم)، وكان شعر الرجال فيهم لونه أسود مجعد وكان الرجال يرسلون شعورهم علي كتفهم وكان شعر الرجل أكبر من شعر المرأة وكان شعر المرأة يبلغ حوالي (٢٠سم) ويضفرونه في غدائر، وكان رجال البداري يعتنون بمظهرهم فكانوا يحلقون لحاهم ويضعون "طاقية" فوق رؤوسهم، وكانوا سكان البداري يلبسون الكتان رجالاً و نساءً و أطفالاً، وعندما يزداد البرد يلبسون الجلود وصوفها من الداخل وقد تعلمون أيضاً دبغ الجلود، ومما عُثر عليه أيضاً في مقابرهم بأنهم كانوا يستخدمون الحلي مثل النحاس المطروق وحبات من العقيق و الفيروز والكورتز، وأيضاً حلي مصنوعه من قشر بيض النعام، وكانت نساؤهم يضعن زر صغير في أنفهم عباره عن حُلقان مثبته في أحدي جانبي انفهم عن طريق ثقب به، وكان يمتاز فخارهم بجمال زخرفته، وقوة ومتانة مادته، وقد آمن البداري بالبعث فقد تم العثور علي تماثيل حيوانات وكان أكثرهم فرس النهر، كما عُثر أيضاً علي تماثيل للنساء والطيور.

وبعد هذه الحضارات ظهر عصر ما قبل الأسرات في مصر، ولكن سوف نقوم بسرده كله في المقالات القادمه وسوف نسرد حضارة كل أسره علي حدي وأهم ملوكها وأكثر بطولاته ولكن كل هذا بأذن الله في القادم.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -