أحدث المقالات

أميره محمد تكتب : ارتواءُ روحٍ

أميره محمد تكتب : ارتواءُ روحٍ

أميره محمد تكتب : ارتواءُ روحٍ
الساعة الآن الواحدة ليلًا بتوقيت العالم,والخيبة اللامنتهية بتوقيت القلب.

إنها الساعة التي أُثقلُ فيها على قلبي، أنتزع فيها قناع المثالية والقوة والضحكة والعفوية التي صنعتُها طوال يومي.
ساعتي المفضله لجلد الذات وأنين الضميرفى الليل أكون على حقيقتي بضعفي ودموعي وانكسار ضحكتي وانطفاء لمعان بريق عيوني، إن الليل جلاد لا يرحم هؤلاء الضعفاء أمثالي .

كعادتي صنعتُ القهوة اليوم فيها مرارة لا أحتملها، لا أضيف السكر عنادا كي تشتد مرارتها في حلقي، وحدي أجالس قهوتي، عنادي يأبى أن أفارقها، يأبى أن أفارق عالمي الخيالي وأخرج إلى العالم الحقيقي بضعفي ودموعي مجرده من المثالية هل يتقبلني. ؟
ارافق جليسي اليوم وهو كتاب "مميز بالأصفر" عادتي أقاسم أحزاني، وضعفي بيني وبين الكتب أقرأها بكامل ضعفي أعود بقوة الجبال التي تعلو قمتها منصة قد نصب عليها مشانق إعدام الآف الأحلام والأمنيات ولكني لا أبالي لهذه المشانق.

كم من مواقف مساعدة أناس أمامي لم أقم بالمساعدة كم من محتاج لم أساعده كم من كلمات أمتلكها لجبران خاطر حزين لم أقولها جعلني أعيد حساباتي جعلني أبكي علي حياتي السابقه التي لم تدرك كم أهمية الإحسان هذه الكلمة التي غابت عني لسنوات طوال أدركت في ذاك الوقت سبب سر تعاستي.

مع أولى صفحات الكتاب جعلني أبكي ، جعلني أشعر وكأني لم أكن إنسان، رأيت الإحسان من نوافذ عديدة وكأن الإحسان جزء من إنسانيتك.
_مع مطالع الكتاب وجدتُ نفسي معدوم من الإنسانيه كم من صديق أهملته كم من حبيب بخلت عليه بكلمة لطيفة ,تعلمت رسم الضحكه على وجوه الأخرين ,ينتصر دائمًا صانِعي البَهجة ‏لأنفسهم، لا مُنتظريها تعلمت أن التأثير الإيجابي الذي أصنعه في حياة الاخرين يؤثر إيجابيا في حياتي لأن الحياة أشبه بالقذائف المرتده، إن الكلمات والأفعال والأعمال تعود إلينا بكل دقة.

تعلمت ان الإنسان يزهر مع الشخص الذي يسقيه السعادة كل يوم ولو بالكلمات لذا لابد أن أكون منبع لأزهار من حولي, تعلمت أن أكون ملاذا آمنا وأكون من أهل اللطف أمسح على جبين المُتعبين. لا شيء أبهى من معرفة تأثيرك الرقيق علىٰ شخص، معرفة أنّ وجودك يشكّل فارقًا كبيرًا ومميّزًا في حياته.

_تعلمت أن أتأدب في حزني، تعلمت أنه ستأتي أيامي الرائعه وتعود أحلامي الضائعة وأحتضن أمنياتي العظيمة مرة أخرى ربما تبدأ اليوم أو الغد تعلمت أن لا أيأس مهما أبطأ حلمي فعذوبة الأشياء في الأشواق.فـ الحزن مثل الفرح هدية من رب العباد، سيمكث قليلًا، ثم يعود إلى ربه
حاملًا معه تفاصيل صبرك.

تعلمت أنه مهما طال تعثري الذي زاد عن مئه ألف مره، واصطدامي بعشرة حوائط، وسقوطي في مئات الحُفر يوما ما ستشرق شمس عظيمة ويلامس شعاعها وجهي المبتسم رغما عن كل هذا الحزن.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -