أحدث المقالات

حسام ممدوح يكتب : أمواج هائجة

حسام ممدوح يكتب : أمواج هائجة


ما هي إلا أمواج هائجة لا أرى لها ملامح, كل الطالع أمامي لا يُنبِّئُني إلا بال...؟ إلا بستر الله
حسناً؛ أستطيع أن أرى الغيمات من قريب جداً، أتعرجُ على الأملِ فأراني أهوي،أنتظرُ المطرَ كثيراً لكنه لا يأتي، أمرٌّ على ديارَ الخيرِ فأجدُ الأبوابُ قد سُكِّرَتْ، ومن بابٍ إلى آخرٍ.. أطرقُ طرقاً خفيفاً!
لم أكن أظنُ أن هذا سيكون حالي بعد كل ذلك!


أسيرُ بخطًى ليست بالثابته، ولا هي ذات إعوجاج قويم!، أشكو إلى الله بثي فتنهمرُ دموعي وثقتي بالله كيعقوب أنه لا مَرَدَّ من الضيق إلا فرج عظيم، أو هلاكُ كبيرُ مشؤوم لكن الله أعظم من أن يبخل عليَ بفضله وأكرمُ من ألا ينتشلني مما أنا فيه من تيه.
أتيهُ يا صديقي.. كل الأشياء تتساقطُ من ذاكرتي، تتسبب لي بنقص شديد في قوامي، تُشعرني بصعوبةٍ في النطق أحياناً، تَحُولُ بيني وبين تواجدي، تخرجني من تركيزي، تجعلني أفقد الطريق، تغضبني كثيراً يا صديقي.


ظاهرياً أنا على ما يرام أما جوهري مشتت قليلاً، أنا غاضب يا صديقي، غاضب لكني_وإن كنت وحيداً تحت سقف بيت ماتت به عجوز قبل أن آتِ بثواني وكانت آخر من تبقى ف المكان_راضٍ بما يرضه لي الله،واثق أنه سيلملم شتاتَ روحي.
أفضل من كثير غيري يا صديقي ونعمة الله عليَ فوق شكري له.

لا أجحد يا صديقي ولا أنا المتكاسل الذي يستلذ بوضع ذاته تحت نظرية المؤامره لكنني أعتقد أن ما أنا عليه الآن هو حصاد تقاعصي فيما سبق من سنواتً سمانٍ وها أنا الآن أجني الأيام العجاف.. تعتقد يا تُرى؟! أم أنه من حقي الآن أن أحيا كما يحلو لي، أو على الأقل لا أتخبط كحالي الآن.


لديَ كل ما يؤهلني لأحيا كما أريد لكنني بقيتُ عالقاً في حلق حوتِ يونس لا أنا الذي خرجتُ فتُدركني قشه وترمي بي لشاطئ أجدك فيه قد مللتُ من انتظاري فنحتسي قليلاً من القهوه كعادتنا والشاي"الخمسينه"، ولا أنا الذي سقطتُ في بطنه فأشعلُ عود ثقاب وأبني لي بيتاً من عظامه وآكل ما يرسله إليَ القدر من سمكات صغيره، فالله لا ينسى رزق النمله في جحر تحت سابع أرض، فكيف ينسى رزقي في بطن حوت يونس؟


إنني أفعل كل ما بوسعي الآن يا صديقي، للخروج من بطن الحوت إلى الشاطئ فمُد إليَ قلبك ولا تُفلت يداي، فلقد سئمتُ الوحدة في الظلام، وسئمتُ إحصاء أنفاس الحوت.
لا تفلت يا صديقي يداي، فإن أفلتني فكيف النجاةُ وكل الأطواق قد رحلت..،

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -