أحدث المقالات

"البالون" قصة قصيرة للكاتب : عمر السيسي

"البالون" قصة قصيرة للكاتب : عمر السيسي 

"البالون" قصة قصيرة للكاتب : عمر السيسي

اتم الفتى حفظ القرآن في الثانية عشر من عمره وإحتفلت الاسرة بالفتى لكنه لم يكن أمرا مفاجئا فقد إحتفلت بذلك من قبل عدة مرات بأخواته الكبار قد اتموا حفظ القرآن وقد سار هو على نهجهم حتي تلك الفترة ويا ليته سيكمل نهجهم حتي النهاية ‘ عامل رب الاسرة اولاده جميعهم بنفس الطريقة بنفس الاسلوب في التربية والتعامل وقد نجح ذلك مع اخوته الاكبر منه سنا فكانت اخته الكبري بكلية الصيدلة واخوه بكلية الهندسة وقد عد هذا نجاحا في وجهة نظره ! ‘فقد اجدي اسلوبه معهما نفعا في حسن تربيتها ‘

 

 لكن كالعادة الامور لا تسير على ما يرام دائما ‘ تعامل مع ابنه الاصغر بنفس الطريقة فلم تجدي معه نفعا ربما لم يدرك اختلاف هذا الفتى عن اخوته وقد كانت النتيجة عكسية دائما ظهر عناد الفتى وعصيانه ابويه منذ بداية الاعدادية كان يري والده انه يجب ان يكون مثل اخويه ناجح ف دراسته ولم يري انه من الممكن ان ينجح في حياته دون دراسته لم يؤمن الاب بهذا ‘ وصار على نهجه المعتاد مع الفتى فقد كان كثير الاوامر والتعلىمات التي لا تعطي في صورة ودية بل تعطي في صيغة اوامر صلبة يتوجب علىك العمل بها دون ابداء راي او مشاورة وكان الفتى شديد العناد لابوية كل امر يفعل عكسه واستمر هكذا ‘ حتي ظهر انحرافه عن الطريق التي رسمها ابوه له من قبل ‘ وقد التقطته صحبة السوء يمكنك ان تقول انها وجدته او هو من وجدها ليهرب من ضغط اسرته وتعاملها معه بتلك الطريقة اهمل الشاب دراسته بعد ان كان متفوقا فقد كان من أوائل دفعته في الابتدائية او التزامه بحفظ القرآن كما ذكرنا واهمل دراسته لكن ليس لدرجة قصوي ‘ فقد استطاع ان ينجز مجموع الثانوية العامة فهو ليس صعب كما تعلمون.

التحق بالثانوية ولكنه لم يرج منها شيئا على عكس امه وابيه اللذان تمنيا له مكانة عالية وشأن رفيع كباقي اخوته لقد رأوا انها هي الطريق الوحيد للمكانة الرفيعة! لم يؤمنوا بانه قد يكون له موهبة اخري في غير الحفظ والتلقين والمزاكرة الروتينية ربما لو اعطوه الثقة بنفسه لاصبح لاعبا رائعا او رساما ممتازا لكنها كانت لعنة القطيع!! لابد ان يكون مثل اخوته متفوقا في دراسته لا نجاح اخر عن هذا كان الفتى يحتاج الي من يؤمن به وبقدرته لكنه لم يجد أحدا


ازداد انحراف آلشاب حتي وصل الي الطريقة الوهمية للخروج من المشكلات ويمكن ان تقول الهروب منها ‘ تلك الطريقة التي لا تميز بينك وبين الحيوان فهي تدمي العقل وتذهبه من مخدرات العقل وما شابه! ‘ عاني الاب والام كثيرا من محاولتهم لرد الفتى عن هذا الطريق لكن لا يجدي شيئا فقد انفجر البالون عند لم يحتمل اكثر من سعته ‘ ها هو حال الفتى الذي انفجر ايضا ولم يحتمل ربما لي يميز الاب جيدا انه ليس بالضروري ان يكون عقل أبناءه واحدا ‘ ففيزياءيا لا يمكننا ان نحدد علاقة بين متغيرين في قانون الا اذا قمنا تثبيت باقي العوامل ها هو الحال هنا لا يمكن ان نثبت طريقة التعامل مع ابناءنا الا اذا تاكدنا جيدا انهم نفس الاشخاص ونفس العقول لنحصل على ذات النتيجة وهذا يستحيل عمليا! ‘ وايضا يؤكد ذلك كمياءيا ان قمت باضافة متفاعل واحد لمتفاعلات مختلفة ستعطي نواتج مختلفة مثلا ان قمت بصب لون واحد على الوان مختلفة ستعطي النتيجة الوان مختلفة على ذلك ان قمت بصب اللون الاحمر على اللون الاصفر ستعطي برتقالي وان ع اللون الابيض سيعطي لونا ورديا وان على الازرق سيعطي بنفسجينري انك حصلت على الوان مختلفة لان العوامل متغيرة لذا يجب ان ندرك جيدا تميز أبناءنا عن بعضهم البعض حتي نعلم باي طريقة اصح يجب ان نتعامل حتي نحصل على النتيجة المرجوة ولا نكن كالدبة التي ارادت انقاذ صاحبها فقتلته..!


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -