شمس جمال تكتب : يقين
مهلاً يا صديقي، ماذا أصاب قلبك و روحك لماذا كل هذا الشرود الذي يملأ وجهك فمنذ وقت طويل أراك تجلس نفس الجلسة علي ذاك الشاطئ تراقب إرتطام موجاته الهوج؛ تجلس وفي عينيك شيء لا أستطيع تفسيره؛ ولكن روحي إستطاعت أن تلمس روحك التي تكاد أن تنفطر باكيةً؛ روحك التي كثيراً ما أمدت روحي بالأمل فكثيراً ما تقاسمت معي عنفوان روحك التي لا مثيل لها فماذا أصابك يا صديقي؟
أجابتني عيناك التي لا تستطيع أن تخفي علي شيئاً مطلقاً؛ أن روحك فقدت بعض أحلامها؛ بل فقدت أهمها.
كانت روحك متشبثةً بأحلامها التي كانت كل يوم تُرسم أمام عينيك كثيرة الأحلام.عيناك التى دائما نرى بريقها بل نستمد بريقنا منهما.
ولكن دعني أخبر تلك الروح المحبطة شيئاً أتيقن أنها تعلمه جيداً ولكن علها تحتاج روحاً تلامسها تُعينها على أن تستعيد تألقها ثانيةً. تعلم يا صديقى أن إسمي هو يقين و أظن أنك لم تسأل نفسك يوماً لماذا صممت أمي أن أُدعى بهذا الاسم؛ ولكن دعنى أخبرك؛ أثناء حمل أمي أخبرها جميع الأطباء أن حياة الجنين في خطر و أنه سيموت لا محالة؛ ولكن أمي كانت تطلبني من الله كثيراً وتلح عليه إلحاحاً أن يهبني إياها وكانت تقيم الليل فيتجدد أملها و أتيت إلي هذه الحياة بالرغم من إجماع جميع الأطباء أني سأموت ولا أمل من إنقاذي؛ فأنا الطفل المعجزة الذي جاء إلي هذه الحياة استجابة لدعوة.
و بعد أن رأيت الأمل يتجدد في عينيك يا صديقى دعنى أخبرك بأنني الطفل الذي اتخذ من اسمه نوراً يضئ به عتمة حياته؛ قررت أن أكون ملحاً في الدعاء كأمي ولا أؤمن إلا بالمعجزات.
فنحن نعيش على كوكب يدور حوله كرة نارية بجانب قمر يحرك ماء البحر فكيف بعد هذا كله لا نؤمن بمعجزات الله تعالي.
لا عليك أن تجيبني أجابتني عيناك بكل الذي تنطوي عليه نفسك التي كثيراً ما سعت و أحسنت السعي؛ ولكن لم ترضيها النتائج.
ولكن دعني أخبرك أن الله تعالى لم يطلب منك سوى السعي و ترك لنفسه جل في علاه النتائج.
تلك النتائج التي سيدهشك بها آجلاً أم عاجلاً؛ وستكون سبباً في أن تدمع عيناك فرحاً، و أن تفيض نفسك بهجةً.
نهض صديقى و فى عينيه شيئاً يدل على أن ما أريد قوله؛ قد أصاب وجدانه ولمس طيات روحه. تلك الروح صاحبة القلب الممزق ؛الذي مازال ينبض.
و كأنه كان يريد أن يسمع مثل هذا الكلام الذي يعرفه جيداً ولكنه كان في حاله من الانطفاء المؤقت؛ ثم ابتسم و قال لي " اللهم صبراً على ما لم نحط به خبراً".
للتعليق