أحدث المقالات

محمد عبد الجيد يكتب : غرامة إنتخابية على طريقة "ضربني وبكى وسبقني واشتكى".

 محمد عبد الجيد يكتب : غرامة إنتخابية على طريقة "ضربني وبكى وسبقني واشتكى".

محمد عبد الجيد يكتب : غرامة إنتخابية على طريقة "ضربني وبكى وسبقني واشتكى".

بدلاً من البحث عن أسباب عزوف قطاع عريض من المواطنين عن انتخابات مجلس الشيوخ بل العزوف عن العملية السياسية برمتها وبدلاً من محاولة فهم وتقويم وعلاج نسب المشاركة الضئيلة التي تتزايد بشكل كثيف من سنة لأخرى بين فئات الناخبين وخصوصاً الشباب، إذ لم تتجاوز نسبة المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة نسبة ال14٪ من الناخبين، الهيئة الوطنية للإنتخابات تُحيل ما يقرب من ٥٠ مليون مواطن للنيابة العامة بتهمة عدم المشاركة في الإنتخابات في مخالفة عقوبتها الغرامة التي لا تجاوز ٥٠٠ جنيه.


والمفارقة العجيبة هنا! أن الدولة التي لا توفر مناخ تنافسي حقيقي سواء بالترشح للمقاعد النيابية أو لمجرد إبداء الرأي السياسي، وتمرر تشريعات نيابية من شأنها تعميق الفجوة بين المواطن والعمل السياسي، تعاقب هذا الناخب لعزوفه عن المشاركة السياسية على طريقة- ضربني وبكى وسبقني واشتكى-.

المفارقة العجيبة الأخرى، وهي فشل الاحزاب السياسية في حشد الناخبين على الرغم من ممارساتهم الإنتخابية المرفوضة من شحن الغلابة في مواكب مبايعة المال والإبتزاز بالإعانات الإجتماعية بل والمعاشات وتوزيع البونات والزيت والسكر والرشاوي الانتخابية وغيرها من الأساليب المرفوضة في حشد الناخبين .


ولعل أهم أسباب عزوف الناخبين عن المشاركة في إنتخابات مجلس الشيوخ هو قانون الإنتخابات السيء الذي أعتمد على نظام القائمة المطلقة المغلقة، وهو نظام إنتخابي هجره العالم أجمع؛ لأنه يمنح فرصاً رحبة لسيطرة تيار واحد على المجالس المنتخبة، ويثبط مساعي باقي الأحزاب في المشاركة الفعالة ويعزز من فرص أصحاب المكانة المالية المتوسمين في اتساع الدائرة الانتخابية من  أجل خلو الساحة لهم، إذ يجمع هذا النظام بين مساوئ النظام الفردي ونظام القائمة النسبية.


بينما يتميز النظام الفردي بتعميق التقارب بين الناخب والنائب لأن الدوائر الفردية تكون على قطاع صغير، مما يساعد الناخبين على تقييم موضوعي لأداء النائب ومتابعة سعيه لحل مشاكله، لكن في المقابل يسبب هذا تراجعا في الدور التشريعي والرقابي للنائب، إذ ينصب كل همه في إرضاء اهل دائرته ويتحول إلى نائب خدمات، ويعمل نظام القائمة النسبية على توسيع نسب المشاركة للأحزاب السياسية وفرص كبيرة لتكوين أكتر من قائمة إنتخابية تتنافس فيما بينها مما يعزز بالمحصلة من تواجد الناخبين للأقتراع بالدوائر الانتخابية، وتشكيل كتلة برلمانية متنوعة تمهد الطريق نحو حكومة برامجية قوية.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -