احمد عوض يكتب : الحضارة الفرعونية (٣)
عندما تبدأ في قراءة التاريخ الفرعوني وتتعمق فيه دائماً تشعر بالفخر كيف استطاعو هؤلاء القوم من البشر في زمن ليس متاح فيه التكنولوجيا الحاليه ولا القوة الإقتصادية أن يتمكنوا من بناء صرح عملاق و ضخم مثل الأهرامات بهذه القوة الهندسية الجبارة ونحت التماثيل العملاقة بهذه الدقة في قوة الرسم، ولماذا قاموا ببناء الأهرامات، ولماذا بهذا الشكل الذي يبدأ بالأكثر مساحة حتي ينتهي بالأقل مساحه؟ إجابات هذه الأسئلة كلها سوف تجدها في تاريخك القديم حتى تشعر ماهي عظمة أجدادك وإني لو كان لي حق النصيحة فأني انصحك بقراءة تاريخ المصريين القدماء وكأنها قصة.جميلة أو مسلسل تاريخي تأخذ منه كل يوم حلقة.
(عصر قُبيل الأسرات)
وقد سبق لنا وتحدثنا أن الدلتا كان لها ملكاً خاص بها وكان يرتدي تاجاً أحمر اللون مضفراً ببعض الناباتات وكان مركز الإله"حورس" "الصقر" فى غرب الدلتا، وفي شرق الدلتا كان هناك إله أخر يدعى"عنچتي" ولكن لم يلبث كثير حتي تغلب عليه الإله"حورس" وأصبح إله الدلتا كلها، أما في صعيد مصر فكان ملكها يلبس اللون الابيض وكان قمعي الشكل و مصنوعاً من الجلد أو العاج ، وهناك كان يوجد الإله"ست" الذي تغلب على كل من عداه، حتي تغلبت الدلتا علي الصعيد وأصبح الإله الوحيد لمصر هو الإله"حورس"، وأصبحت مدينة "هيراقونپوليس" ومكانها الأن فى الكوم الحمر "وكانت تسمى نخن" شمال إدفو مركزاً رئيسياً لعبادته في أواخر عصر ما قبل الأُسرات أو كما أطلقوا عليه المؤرخين (عصر قُبيل الأسرات).
ولم يعد أمر الإتحاد الأول أمر غير مؤرخ وذلك بسب القطعة الموجودة حالياً في متحف مصر من حجر "پالرمو"، والذي أعطت لنا دراسة هذا الحجر العظيم معلومات كثيره حيث أنه كانت عاصمة هذا الإتحاد الأول هي "هوليوبليس" وهي على مقربه من القاهرو، وأيضاً كان للدلتا من قبل "حورس" اله يدعى "واچيت" وكان يرمز لها بثعبان الكوبرا وكانت عاصمة الدلتا وقتها هي مدينة"پوتو" والتي هي حالياً"تل الفراعين"، وأن أصل اللون الاحمر لتاج ملك الدلتا كان يرجع إلى الإله"نيت" وكان اله مدينة "سا"(ص_الحجر،_ ساس)وكانت مملكته تشمل الدلتا كلها وجزء من الصعيد واتخذ نبات البردي شعاراً له، أما في الصعيد فكان هناك إله أخر يدعى "نخبت" وكانت عاصمته "نخن_ هيراقونپوليس" واتخذ نبات "سوت"شعاراً له وكان يرمز له بالرحمه وكانت مملكته تمدد من الجنوب حتي الشلال، وأصبح الإله"حورس" هو الإله الوحيد للمملكه الوحده في الأرض، وأصبح لها ملكاً موحداً وكان يطلقون عليه الملك حورس ثم يعطونه لقب اخر بجانب إسم حورس، وهنا يظهر الملك "العقرب" الذي اجتهد بعض المؤرخين على أنه هو من قام بتوحيد مصر قبل عصر الأُسرات حيث عُثر عام ١٨٩٨م، على آثار تشير إلى دبابيس للملك العقرب وهو يضرب الفأس إشارة إلى بدأ الزراعه في هذه المنطقه وخلفه رسوم لهزيمة أهل الدلتا وقتها ولكن بعض الباحثين ينشرون تقرير تشير بأن الملك ".نعرمر"، والتي سمته النصوص المصريه بالملك "منا" وإعتبرته هو مؤسس الأسره المصريه الأولى.
وقد أظهرت هذه الحقبه من الزمن تطوير كبير في الأواني وزخرفة الفخار وطرق الرسم حيث لم تعد الأجزاء العليا من الامشاط العاجيه على شكل حيوانات بل أصبحت تزخرف علي جانبيها برسوم حيوانات مختلفه توضع تحت بعضها البعض متراصه ، ونعرف من هذه الحيوانات الفيل الأفريقي، الضبع، الزرافه، الغزال، الخنزير البري، البجع، الأسد، والثور الأفريقي، وأيضاً نرا أيادي السكاكين التي أصبحت تُصنع من صفائح ذهبيه مرسوم على جانبيها أشكال حيوانات مختلفه تشير إلى أحداث مختلفه أو أكثرها إلى مواقف الإنتصار، وأيضاً هناك تتطور ملحوظ في ألواح الإردواز التي كانت تستخدم في صحن الكحل، حيث كانت ألواح الملوك مزخرفة برسوم حيوانات مختلفه أو رسوم تجسد الملوك أثناء المعارك والصيد، وأيضاً هناك تطور كبير علي مستواي الزراعه وشق الترع والقنوات إذ قلما وجدوا العلماء اثار أحد الملوك إلا وجدوا فيها رسوم تشير إلى الملك وهو يمسك الفأس ويزرع الأرض إشارة إلى بدايه العمل في هذه المنطقه وكيفية استخدام حيوانات مختلفه تساعدهم في زراعة هذه الأراضى.
وقد توصلت مصر في هذا العصر إلى إختراع غير تاريخها تماماً وأحدث تطور كبير لها ولتاريخها وصحيح أن بلاد الرافدين كد توصلو الي هذا الاختراع مسبقا ولكن كان إختراع مصر للكتابه صفه خاص بها وبطريقة منظمه وذلك كان عصر قُبيل الأسرات وبعدها تدخل مصر تاريخها العظيم بعد اختراع الكتابه الى عصر الأسرات، والتي أبهرت مصر فيه العالم بالمباني العملاقه والجيش القوي والعتاد والسلاح والهندسه والطب والثروه الزراعيه والعمرانية.
هنا تنتهي حقبة عصر قبيل الأسرات وبأذن الله سوف نبدأ في عصر الأسرات ونتمكن من تناول كل حضارة أسرة علي حده والطفره التي أحدثتها في مصر واهم مميزات كل أسره.
للتعليق