الحسين حسانين يكتب : وفي أنفسكم أفلا تبصرون " الأذن"
قال تعالى ﴿وفى أنفسكم أفلا تبصرون ﴾الذاريات :21
سنتطلع من هذه الآيه إلى الإستبصار فى أنفسنا ومحاولة التعرف على ما وهبنا الله إياه من النعم فنشكرها ونزداد إيمانا مع إيماننا . وذلك من منطلق الآيه الكريمة
﴿لئن شكرتم لأزيدنكم﴾ ابراهيم :7
فإذا ما استبصر الإنسان فى نفسه شعر بعِظَم خلقه وعظمة خالقه ، ففيه من آيات العظمة ما فيه من دقة وتنظيم وتعقيد ما لا مثيل له .
_الأذن وآية العظمة
الأذن هى العضو الحسى الذى يمكننا من السمع وهى أحد أهم الحواس ، فنحن نتفاهم مع بعضنا عن طريق الكلام ولكنه لكى نتكلم لابد من أن نسمع فكانت وظيفة الأذن حلقة الوصل والتفاهم بين الأشخاص وبعضهم البعض .
يتعلم الأطفال الكلام عن طريق الاستماع فتخيل معى لو أن طفلا ولد أصم لا يسمع فهل بإمكانه أن يتكلم ؟
الإجابة بالطبع لا. إذن عملية السمع من الأهمية بمكان لعملية الكلام فهما عمليتان متلازمتان لا تنفصلان فسبحان الوهاب . إذا حدث خلل فى إحداهما صاحبه خلل مقابل له فى الأخرى .
عملية السمع عملية معقدة فكل شئ يتحرك يحدث صوتاً وتمر هذه الأصوات فى الهواء وبأغشية وعظم وسائل ولا تنتهى رحلة الاصوات بذلك بل لابد من أن تتحول إلى إشارات عصبية تنقلها الأعصاب إلى المخ حتى يتعرف عليها ويعرف معناها .
وهذا ليس شرحا لهذه العمليه المعقدة (عملية السمع)بل هو إبرازها فى شكل مبسط حتى تتضح الرؤية ، وأيضا ليس بهدفى من كتابة هذه الكلمات هو الغوص فى التكنيكات لهذه العملية أو غيرها وإنما إبراز العظمة الإلهية فى هذه العملية التى تبدأ بإصدار صوت وتنتهى بسمعه .
مكونات الأذن ووظائفها
الأذنان اللتان تراهما على جانبى رأسك حينما تنظر فى المرآة هما صوانا الأذن ، ويوجد بداخل صوان كل أذن فتحة تؤدى إلى دهليز قصير يسمى قناة الاذن الخارجية وتتكون الأذن الخارجية من صوان الاذن وقناة السمع الخارجية ، وتمتدمن قناة السمع مسافة بوصة واحدة تقريبا داخل الجمجة ، ولا تستطيع الأمتداد للداخل أكثر من ذلك حيث أنها مسدودة من الداخل بغشاء مرن هو طبلة الأذن فيا له من رب مبدع سبحانك ربى ما قدرناك حق قدرك وما شكرناك حق شكرك تخيل لو ان قناة السمع طويلة بعض الشئ عن ما هى عليه لأخترقت الجمجمه ولأختلط الحابل بالنابل واحتاج الانسان الى اجراء عمليات جراحية لإصلاح هذا . وهنا تكمن العظمة الإلهيه وبديع الصنعة الربانية ودقيقها مما يثبت به إيمان المؤمنين ويهدى به الالجمجمه ولأختلط الحابل بالنابل واحتاج الانسان الى اجراء عمليات جراحية لإصلاح هذا . وهنا تكمن العظمة الإلهيه وبديع الصنعة الربانية ودقيقها مما يثبت به إيمان المؤمنين ويهدى به العقول الباحثة عن الحق مع أيا كان .
فعندما تدخل الاهتزازات الصوتية فى الأذن الخارجية تصل إلى غشاء الطبلة فتحدث فيه اهتزازات مماثلة وفى الناحية الأخرى من غشاء طبلة الأذن يوجد تجويف صغير يسمى الأذن المتوسطة ، فيها نجد ثلاث عظام دقيقة تسمى بأسماء تصف شكل كل منها ، هى : المطرقة _السندان _الركاب . وتتصل هذه العظام بشكل معين يسمح لها بتوصيل الأهتزازات الصوتية التى نسمعها فترى أن مقبض المطرقة مثبت فى غشاء طبلة الاذن وبذلك يلتقط اهتزازاتها وينقلها إلى السندان الذى يوصلها إلى الركاب ، وتسد قاعدة الركاب فتحة صغيرة توصل إلى الأذن الداخلية .
عندما يهتز الركاب تتسلل الموجات الصوتية خلال سائل إلى ممر حلزونى المنحوت فى العظام يسمى القوقعة إذ أنه يشبهافى الشكل ، وتوجد بداخل القوقعة الخلايا العصبية الخاصة بحاسة السمع وفى الختام ، تمرر هذههذه الخلايا الإشارات العصبية فى الأعصاب إلى مركز السمع فى المخ.
وفى الاذن الداخلية عضو آخر وظيفته المحافظة على اتزان الجسم يتركب من ثلاث قنوات صغيرة نصف هلاليةهلالية وكيسين صغيرين مملوء كل منهما بالسائل ، وعند كل حركة من حركات الرأس يهتز السائل فى القنوات وبذلك تتنبه نهايات الأعصاب فيها وبذلك تنشأ إشارات عصبية تنقلها الأعصاب إلى المخ لتمكنه من إحداث تغييرات فى توتر العضلات تؤدى إلى المحافظة على توازن الجسم .
وبذلك نجد أن كل جزء من أجزاء الأذن لا يمكن أن يحل محل جزء آخر او أن يتغير ترتيبه وموقعه. وأن كل همسة وكل حركة قلم وكل بواق وكل صوت يحتاج من الأذن أن تعمل كل جزء فيها فى تناغم وتسلسل وترتيب ودقة .
وجدنا فى الأذن كل آيات العظمة الإلهيه تعالى جده وجل شأنه وفى النهاية لا يسعنا إلا أن نذكر أنفسنا بقوله تعالى
﴿وفى أنفسكم أفلا تبصرون ﴾
للتعليق