أحدث المقالات

فاطمه علاء تكتب : بعد منتصف الليل

 فاطمه علاء تكتب : بعد منتصف الليل 

فاطمه علاء تكتب : بعد منتصف الليل

يحدث أن تتبعثر مشاعرُك ، وتتعثر قدماك ، ويُصاب عقلك بارتباكٍ شديدٍ " يا ترى ماذا عليَّ أن أفعل ؟ " ، هل يدفعك نحو ميولك وشوقك المفرط لشئ أم ينهيك عن طريق قلبك المعتوه هذا ، يصعب عليه أن يقرر هل يضغط عليك لإنهاء ما بدأته أم يرأف بك ويتركك كي لا تنهار ، ترى حتى عقلك لم يعد قادرًا ع إجماع الكلمات وترتيب الأفكار .


 ذلك الوقت عندما تترك كل ما هو خارج غرفتك وتترك كل ما يحمله هاتفك حتى أنك تترك نفسك وتظل هكذا خالٍ تنظر لسقف الغرفة في صمت كأنك لست هنا على هذا الكوكب وما ينقصك فقط سوى أن ينفتح السقف وتدخل إليك النجوم لتشاركك صمتك وتحمل معك بعضًا من همومك .

 ‏

 يحدث أن تصل لحالة ان لا تريد شيئًا على الإطلاق بعدما كنت تريد أن تمسك بالعالم بين كفّيك ، كل الدنيا لا تفهمك ولا أحد يشعر بما داخلك ، ليس لأنك صعب بل لأنك لا تعرف أن تطلق لروحك العنان لتُخرج ولو حتى جزء صغير من أثقالها وتتخلص من البعض .

 ‏

هذا الوقت بالتحديد من كل يوم ، ساعات بعد منتصف الليل ، كأنه وقت الحزن والعتاب والاكتئاب وكل مشاعر يختلط بها الألم ، هذه الساعات تقسو ، لا تعرف رحمةً ابدًا ، تعتصر قلبك حتى تصرخ من شدة الألم ، تُذكرك بكل ما مضى وتربكك من كل ما هو آتٍ .


إنها الحياة - الصراع الأبدي - لا تهدأ ولا تريد أن تستكين لك ، كأنك عدوها اللدود ، في لحظةٍ ترفع بك للسماء ثم تتركك لتسقط إلى أعمق نقاط الأرض فتنكسر وتتفتت ولكن لا تموت لتأتي إليك مجددًا وتطلب منك النهوض ، فيا عزيزي لا ترفع سقف توقعاتك وعشمك في أحدهم حتى لا تنكسر عندما تخيب ، تأكد أنك انت فقط من يستطيع أن يمسك بيديك و يربت على كتفيك ويهدئك ، تشبث بنفسك فقط لأنها نجاتك الوحيدة ..

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -