وفاء فرحات تكتب : الحياة عبارة عن دائرة ألوان.
الحياة مثل الصفحة البيضاء الخالية من الخطوط لا يوجد بها معرفة ثم
تبدأ التجارب بالإنتقاش عليها لتلوينها ، لتتحول الحياة من صفحة بيضاء إلى صفحة
مُلونة ساهمت التجارب في رسم خطوطها وتحديد إطارها وإضافة الألوان لها ، هذا لون
أبيض وهذا لون أسود وما بين حدة تناقض اللونين نهرب لعالم من الألوان عسي أن تنبت
نبتة خضراء تُعيد الحياة بنفس جرداء قاحلة .
فالحياة تقوم ببضعة ضربات متقنة هذه الضربات خليط بين جميع الألوان
ما بين ألوان أساسية وألوان ثانوية وألوان محايدة ؛ ما بين ألوان دافئة وألوان
باردة ضربات تمثل الظل واخري تمثل النور كل هذه الضربات هي التي تشكل صفحة الحياة
لتصبح عبارة عن لوحة فنية بعض اجزاؤها مضيئة وأخري مظلمة وهنا يأتي دور الأحداث
المحايدة والتي تكمن أهميتها في إظهار وتسليط الضوء علي الاحداث الأخري فلا يكون
التركيز عليها.
حيث أن الحياة يتخللها الكثير من الأحداث والمواقف بعضها أحداث سعيدة
مثل الشعور بالإنجاز والنجاح والتغلب على الصعاب كلها أحداث تبعث البهجة في النفوس
وتضيف لوناً مشرقاً للحياة ، على الجانب الآخر تأتي الأحداث الحزينة مثل الموت
والفراق والفشل والإخفاق وعادة ما تكون مشاعر كالإحباط واليأس والحزن والتعاسة هي
المصاحبة لهذه المواقف والتي تُعطي طابع كئيب وألوان قاتمة للحياة، الأولى تُمثلها
الألوان الدافئة المتوهجة والأخرى تُمثلها الألوان الباردة الخالية وما بين هذا
وذاك تأتي الأيام الرتيبة الروتينية يتخللها الملل الناتج من عدم حدوث جديد يُذكر،
تشعر حينها وكأن الأيام تمضي يوم يلي الآخر بنفس الرتابة ونفس الروتين ثم تنقضي
بحيث لا تشعر بها وهنا أقصد الأحداث المحايدة _ هذه الأيام الحيادية لا يحدث بها
أي جديد هدفها تسليط الضوء وإشعارك بأهمية الأحداث الملونة.
لذا لن يحب أحد أن تكون لوحته عبارة عن لون واحد فقط أي تصبح
الحياة مملة إذا كانت علي وتيرة واحدة إذا كانت الحياة عبارة عن ألوان فاتحة فقط
بعد فترة من الاعتياد تفقد العين القدرة علي الاحساس ببهجة هذه الألوان وكذلك إذا
كانت ألوان داكنة ف البداية ستشعر بدفئها ولكن بعد ذلك ستعتادها لذلك لا بد من
وجود هذا المزيج من الأحداث ؛ أحداث باردة تحدث لك لتشعر بعدها بالأحداث الدافئة،
أيام مظلمة لتُقدر بعدها الأيام المضيئة.
الحياة تصبح مملة اذا كانت علي وتيرة واحدة لذلك هي عبارة عن دائرة
ألوان هذه الألوان هي التي تقوم برسم الخطوط وحدود اللوحة ودورك هو تقدير قيمة كل
لون ف دائرة حياتك واستشعار الجمال في التنوع لتدرك قيمة لوحتك الفنية المليئة
بمزيج الألوان.
للتعليق