نسرين نصر تكتب :- ما لا نُلاحظ !
لن أبدأ كتابتي بتلك الغرفة المظلمه أو الوحده التي تنهش قلب صاحبها أو حتى ذاك النواح المتردد بين جدرانها أو تلك الوساده التي أجزم انك لو قمت بعصرها لتبللت من كثرة المياه الساقطة منها ، ناهيك عن تلك الأكواب الكرتونيه التي ستعرف فورا من رائحة الغرفه أنها اكواب القهوه و كومة الكتب الموضوعه بإهمال على ذلك المكتب المهترء .
بل سأبدأ بسبب كل هذا ، سأبدأ بتلك السموم التي يتلوها البعض على مسامعنا تحت عنوان 'انا بهزر' أو 'هقولك حاجه بس متزعلش' ، نظرات الاشمئزاز التي تشعرك انك من عالم موازي فقط لأنك مميز بإختلافك ، أو حتى تلك الصداقات الكاذبه التي تدوم حتى انتهاء المصالح ، نظرات الاستخفاف أو الاستهتار التي تُرمى حين نشكو من شئ ما ، أو لسان البعض الذي بمجرد أن تلتفت سيبدأ بتلاوة الترانيم و القصص عنك ؛ مع كل هذا و لا يرى الناس سوى ابتساماتك الكاذبه ، لا يلاحظون ذبول وجهك أو تلك الهالات السوداء التي تحيط بعينيك الغائرتين .
ألا يعلم امثال هؤلاء عن حالات الأرق التي يسببنوها أو حتى تلك العيون التي بالكاد تُفتح من كثرة بكائها ناهيك عن تلك الأفكار الانتحاريه التي يتم تنفيذ معظمها يوميا حول العالم . هذا باختصار ما يجول العالم هذه الأيام و ما يتشاركه معظم من هم في سن المراهقه ، يتشاركه المراهقون الذي يعتقد البعض أنهم أكثر من يستمتع بالحياه أصبحوا أكثر من تُدمر حياتهم بسنٍ مبكر و كل هذا بسبب أُناس لا يقومون سوى بالبحث عن مساوئك أو اختلاقها . لذا فقط حاول النظر مرتين في وجه من تحادث ، كن رقيقا في تعاملك مع الجميع فهناك الكثير مِمّا لا نُلاحظ.
للتعليق