فاطمه علاء تكتب : كأنه كان انتقامًا
في وقت ما قد صُدمت وأُصبت بخيبة أمل كبرة تجاه شخص ما وتجاه نفسي ، مررت بفترةٍ لم أكن أتوقع ابدًا أنني سأخرج منها بخير ، حينها لم أستطع تجاوز الأمر وحدي وأيضًا لم أستطع طلب المساعدة فقط بقيت هكذا أنظر لمن أمامي و أسمع كلمات كثيرة عقلي لا يقوى على ترجمتها بل إنه يرفض أن يستقبلها ، كنت لا أجوع فلا آكل ، فقدتُ الوزن ولم أشعر وفقدتُ الفرحة ولم أشعر ، كدت أفقد حياتي دون أن أشعر .
حتى جاء إليّ هو دون أن أطلب منه المجئ ، تدخل بحياتي دون أن أسمح له حتى أنه أصبح جزءًا منها دون أن أفهم كيف ، شُفيت من جروحٍ لا تُرى ، أحببت نفسي وعدت أثق بها ثانيةً ، أحببته لأنه الوحيد الذي دخل حربي ولم يَخَف ، لأنه لم يملّ ولم يتوقف عندما حاولت إبعاده ، ورغم أني لا أحب أن ينظر أحدهم لي ويراقبني حتى ولو بإعجاب .. فقد وقعت بغرام تلك اللحظات التي كانت عيناهُ تتبعني فيها وتبحث عني وتنتظرني حتى أظهر أمامه مرةً أخرى ، وقعت بغرام تلك الأسئلة كل آخر نهار عن كيف كنت وماذا فعلت ، ذلك الإحساس بأن تفاصيلك انت ويومك تُهم أحدهم ، لم تخرج من بالي تلك الجملة " انا بعمل كل دا عشانك ، عشان اوصلك " ، ولم يخرج هو منّي.
للآن وانا لا أصدق أن هذا كله كان كَذِب ، كل هذه الكلمات التي حفظتها عن ظهر قلب ، كل هذه الساعات والتفاهات والأشياء التي تشاركناها كيف لها أن تكون كذبًا ، كيف أنه ليس موجودًا الآن بعد أن قال لي " انا مقدرش اسيبك " !!
هانَت وهُنتْ ورحَلْ وانتظرتْ وطال انتظاري ، فأكّد لي الزمن أنني انتظرتُ عبثًا فقد عاد ولكن ليس لأجلي ، فأنا قد نُسيت وكأنني هَدْمٌ مرّ عليه الزمن يُفَتته ويحاول اخفاءه ومرَّ عليه البشر وهم يتعجبون لحالته لكن لا يشفقون عليه ، صُدمت ثانيةً ولكن هذه كانت أقوى بكثير ولم أجده ليخرجني منها ، كأنه كان انتقامًا فلم يكتفِ فقط بأن يرى حُزني بل أراد أن يكون هو سبب ذلك الحزن .
أشعر الآن وكأن أحدهم يعتصر قلبي بين كفيه ولا أستطيع حتى أن أصرخ من شدة هذا الألم ، هل هذه حقيقة أم أنها أحد كوابيسي المرعبة ، أيًّا كانت اتمنى ان تنتهي قريبًا جدًا ، أتمنى أن أكون بخير لأجلي.
للتعليق