أحدث المقالات

احمد عوض يكتب : الحضارة الفرعونية (٤)

 احمد عوض يكتب : الحضارة الفرعونية (٤)

احمد عوض يكتب : الحضارة الفرعونية (٤)

سبق لنا وتحدثنا تدريجياً فى تاريخ الحضارة الفرعونية حتي توقفنا عند عصر قبيل الأُسرات وتعرفنا من خلال ذلك مراحل تطور الحضاره فى كل عصر و لقد تم تفسير ذلك من خلال تغيير وتطوير الأواني والفخار والملابس التى كانوا يرتديها هؤلاء المصريين في كل عصر و زخرفتها وأن الحضارة كانت تطور بشكل كبير وسريع جداً فى كل عصر عن الأخر، وذلك فى عصر قُبيل الأسرات، وحدوث الإتحاد الثاني والنهائي و لم تمدنا الوثائق المصرية بأي معلومات عن تلك الحروب بين الشمال والجنوب والتي أدت إلى توحيد مصر ولكن كل معلوماتنا كانت من الآثار التي تم اكتشافها عن الملك "العقرب"وما مثلها من آثار أخرى.


عصر الأسرات المبكر "العصر العتيق"


كانوا المصريين فى أيام الدوله الحديثه يذكرون اسم الملك "منا"على آثارهم كأول ملولك الأسره الأولى، وذكروا ذلك ل"هيرودوت"، ونص عليه "مانيتون" فى تاريخه، وكانوا المصريون يذكرون ذلك على جعارينهم تيمناً به، ولكن لم يعثر الباحثين عن ذلك الإسم في آثار الملوك الأوائل مما قد وضعوا ظنونهم بأنه أسم اخر للملك المعروف بإسم"نعرمر"، والذي عُثر له على أثار مهمه في "هيراقونپوليس، الكوم الأحمر شمال إدڤو"، وفى "ابيدوس"، وأشهرها لوحته الشهيره في المتحف المصري، مما اتفق عليه أغلبية المؤرخين بأن الملك "نعرمر" هو أول ملوك الأسرة الأولي، ونرى على وجهي لوحته مشهدين يختلفان في التفصيل ولكن يتفقان في الهدف.


مؤسس الأسرة الأولى


"وصف لوحة الملك "نعرمر"

نشاهد في لوحته تسجيل إنتصار ذلك الملك على أعدائه، ففى أعلى اللوحه علي الوجهين نرى إسم "نعرمر" مكتوب في مستطيل يمثل وجهة القصر، وعلى يمين الإسم ويساره نرى رسم لرأس المعبودة "حتحور" بوجه إنسان وأذُني و قرني البقره، وعلى أحد الوجهين و هو الخلفي منها نرى الملك واقفاً وهو يرتدي تاج الجنوب يقبض علي ناصية عدو راكع أمامه أسمه "واع-شي"، وقد رفع فى يده اليمنى دبوس قتاله ليهوي به على رأسه، وأمام الملك نرى الإله"حورس" على شكل صقر يقبض بيده على حبل يجر به رأس عدواً له وخلفه ستة أعواد من نبات البردي وكل عود يمثل عدد ألفاً مما يوحي بأن الإله"حورس" أهدى له النصر وفيما بينهم ستة آلاف أسير، ويظهر خلف "نعرمر" أحد أتباعه يحمل في يده اليمنى إناء وفى اليسرى خُفي الملك، وفى أسفل اللوحه نرى إثنين من أعدائه وفوق كل واحد منهم أسمه، أما الوجه الأخر يختلف بعض الشئ حيث نرى في الجزء الأوسط منه إثنين من الحيوانات إستطالت أعناقهم حتي إلتفت حول بعضهم حتى كونت دائره بينهم ويظهر أتباع الملك يقومون بفصلهم عن بعضهم، وفى الجزء الأسفل نرى ثور وهو يمثل أيضاً الملك يحطم قرنية أحد الحصون وقد ركع شخص آخر يمثل أحد أنصار هذا الحصن تحت قدمي الثور، أما فى الجزء الأعلى نري فقد يمثل فراغه بوجود الملك "نعرمر"وهو يرتدي تاج الشمال وخلفه أحد أتباعه الذي تم ذكره مسبقاً وأمامه أيضاً أحد أتباعه يتقدم هذا التابع أربعة من أتباعه أيضاً يحملون أربعة أعلام يمثلان أربعة من الآلهة و أمام هذه الأعلام خمس صفوف يحملان في كل صف جثتان لشخصين قُطعت رؤوسهم.


       وعُثر على أثار أخرى لهذا الملك عند حفر مقابر "أبيدوس" في أواخر القرن الماضي، ويشكل هذا الإكتشاف نقطه مهمه فى تاريخ المصريين القدماء، فليس قبر الملك "نعرمر" فى "أبيدوس" هو القبر الأوحد بل هناك مقابر أخرى لملوك الأسرة الاولى وبعض ملوك الأسرة الثانية، مما يؤكد على أن عائلة الملك "نعرمر"كانت قد إتخذت عاصمة لها قرب هذا المكان، وان العاصمه "نحن، الكوم الاحمر، شمال إدفو"كانت عاصمه دينيه فقط، وكانت العاصمة الجده على مقربه من "ابيدوس" وتسمي "ثنى" وهى أول العواصم المصريه في عهدها الجديد، وظلت طيلة أيام الأسرتين الاولى والثانية هي المقر الرسمي والرئيسي مع أن من أن لأخر كانوا ملوك الأسرتين يذهبون إلى الشمال في مدينة "القلعه البيضاء"، وقد نسبو إنشأُها إلى الملك "منا" والتى أطلقوا عليها المصرين فيما بعد إسم "منف".

       ‏

وقام كلاً من "اميلينو" و"پيتري" بالحفر فى "أبيدوس" فى أواخر القرن الماضي، ووجدوا فى مقابرها أثار مهمه وكثيره تحمل أسماء ملوك الأسرة الأولى، وكان الاعتقاد السائد حتي عام ١٩٢٢م أن مقابر أولئك الملوك كانت هناك، ولكن حدث بعد ذلك أن عثر الأثريين علي مقابر أخرى في "طرخان، "جنب كفر عمار "، وأيضاً فى سقاره"، وأخذت مصلحة الأثار الحفر هناك منذ عام ١٩٣٠م، ووجد "ڤيرث" بعد المقابر الكبيره هناك والتي أكمل حفرها بعد ذلك "إمري" عام ١٩٣٥م حتى نشوب الحرب العالمية الثانية وتم اكتشاف بعض مقابر ملوك الأسرة الأولى، وعُثر فيها أسماء ملوك الأسرة الأولى بدايةً من"عجا" ماعدا كلاً من "قا_ع، چت، و سمرخت"، كما عثر علي مقبره لأحد كبار الموظفين مثل"حماكا".


         وقد أعاد "إمري" الحفر مرة أخرى فى سقاره فى عام ١٩٥٣م، وعثر علي مقبرتين كبيرتين لكل من الملك "جت، و قا_ع" وكانت هاتين المقبرتين كبيرة جداً وأفخم من التى تم إكتشافهما من قبل، وإستمر حفر العالم "إمري" حتي عام ١٩٥٥م، وقد امدّتنا هذه الحفريات إلى آثار كبيره لملوك الأسرة الأولى، و ألقت الضوء على كثير من تاريخ وحضارة هذه الأسرة وأجابت على نقط كثير كانت غامضه عن تاريخ هذه الحضارة.

         ‏

      و سوف نستكمل فيما بعد بإذن الله وعنه تاريخ الأسرة الثانية و نستعرض أبرز، ألمع، وأشهر ملوك الأسرة الثانية وكيفية تطور الحضارة المصرية القديمة و إندلاع شعاع التقدم الذى سبق العالم كله، سوف نرى كيف كانوا المصريين عظماء، و كيف استطاعوا تحول القوه العقليه، وتطور الحضارة الهندسيه و إستخدامها إلى تغيير كل النظريات العامه فى هذا العصر و سير كل الحضارات خلف المصريين القدماء ومحاولة إلحاق بهذه الحضارة العملاقه حيث كانت هي الرياده والخط المستقيم و والأمل لأي من الحضارات المعاصره، مصر الرياده والقوه و العظمه ولكن بكل أسف فى عصر المصريين القدماء فقط، لن يتبقى لنا غير الفخر بتاريخها ولابد من المعرفه الجيده به والحفاظ عليه مهما كلفنا ذلك حياتنا، لنا كل الفخر بأننا فقط مصريين.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -