أحدث المقالات

فاطمه علاء تكتب : مازلتُ مقيدة بذكرياته

 فاطمه علاء تكتب : مازلتُ مقيدة بذكرياته

فاطمه علاء تكتب : مازلتُ مقيدة بذكرياته

قال لي يوم اعترافه الأول أنني أغلى من أغلى شخصٍ على قلبه ، وانني أُربكه وأنه يخاف من أن يأخذني منه الزمن ، قال أنه أحبني أكثر مما أظن انا وأن همُّه أن لا أحزن بسببه ، قال الكثير من الكلمات الطفولية التلقائية البسيطة ، كرر ذكر خوفه كثيرًا ، ولهذا فقد رفضت يومها أن نكون أكثر مما نحن عليه لأنني لطالما أردت من لا يخاف الدنيا ولا يستسلم لما تفرضه علينا الأيام ، كثرة كلامه يومها كأنه كان يحذرني من تركه لي بشكل نهائي يومًا ما بحجة أنه يحبني أكثر من اللازم ..


تلك الأيام يا ليتني لم أتغاضَ عن خوفه ولم أفرّط بمبدئي ولم أعطِه فرصةً ، ليتني ..يا ليتني منعت نفسي بالقوة وقسوت عليها كي لا تحب خاصةً أنها نفسٌ تحترق بالفراق والبعد ، فكل هذا الوقت قد مرَّ على اعترافه بحبه وخوفه وعلى تنفيذه أيضًا لتحذرياته بتَركي ، ومازلت مقيدة بذكرياته..


 فبعدما مرت أيام ووافقت أن آخذ هذه المخاطرة معه ، وعِشت سنةً كانت الأجمل ع الإطلاق .. 

 ‏كانت ليلةُ عيدٍ وبدلًا من تهنئة الأعياد والرسائل المليئة بالبهجة ، كانت رسالته التي انتظرتها كي يكتمل عيدي وأفرح به هي رسالة إنهاء لكل لحظة فرحنا بها سويًّا وكل لحظة توتر وارتباك وكل نظرة وسلام وكل الكلام بيننا ..

المؤلم بقدر الحدث كان وقته والمؤلم بقدر الحب كان الفراق وسببه والمؤلم أكثر من كل شئ أنه كيف ينساني بهذه السهولة وكأنني ما كنت يومًا أعرفه ولم ينطق باسمي حتى ، أما عن الحيرة فبين قلبي وعقلي أميالٌ منها ، هل كان هذا هو السبب فعلًا أم كان حجة لحبه الذي انتهى ، هل انتهى حبه فعلًا أم أنني مازلت أخطر على باله ..


 لا أعلم كيف وصل بي الحال لهذه النسخه الضعيفة التي لا تستطيع التجاوز رغم أنها تستظهره بجدارة كل نهار ، لم أكرهه يومًا وحتى أنني لم أقدر أن لا أحبه ، وما بين الواقع الذي عليَّ تقبُّله وبين هذا الصراخ في عقلي بعدم الاستيعاب حتى الآن، أعيش ولا يعلم بحالي أحد حتى انا ..

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -