أحدث المقالات

شمس جمال تكتب: الدين أم المجتمع؟ (1)

 شمس جمال تكتب: الدين أم المجتمع؟ (1)

شمس جمال تكتب: الدين أم المجتمع؟ (1)

استيقظ فريد مبكرًا عن موعده المعتاد؛ ذاك الفتى المراهق الذى يتأرجح عمره ما بين مرحلة الطفولة و مرحلة الكبر.كانت الأفكار تتسابق على من التى ستنال من تفكيره أولًا، فنهض من فراشه و اتجه نحو الخارج مباشرةً حيث حديقته الغناء المطله على البحيرة و بدأ رحلته مع هذه الأفكار التى كادت أن تجعل عقله ينفجر.


فى أول الرحلة تذكر فريد عندما كان صغير علمته أمه أن الكذب غير مرغوب فيه و لا يحبه الله و أن الصدق شيء محبب لله و أن الناس تحب الصادق و تكره الكاذب. وتذكر نفسه في طفولته و هو آخذ بنصيحه أمه و يطبقها و يخشى أن يكذب حتى فى أصغر الكلمات و المواقف لأنه يعلم أن الله لا يحب الكذب و هو على يقين أن الله يراه و يسمعه فكان يخشى أن يغضبه. و هذه ليست قصة فريد وحده ولكننا جميعًا عشنا هذه القصة؛ لذا كان الفتى متحيرًا لمِا نكون صادقين فى الطفوله و نكذب عندما نكبر، أيعاقب الله الأطفال فقط على الكذب أم الكبار لا يعلمون أن الله يراهم؟


و من المحزن أن هذا أصبح واقعًا حيّره كثيرًا؛ فيرى الأطفال يخشون أن يقعوا فى الخطأ خوفًا من عقاب والديهم و تفهمهم أن الله لا يحب هذا و يحب هذا و أنه يراهم دائمًا فهم حريصين على نيل رضاه بينما الكبار يرتكبون من الأخطاء أبشعها سرًا و علانيةً دون الخوف من والديهم و كان يسأل نفسه كثيرًا أهولاء لا يعلمون أن الله يراهم أم الله لا يعاقب الكبار؟


فقال لنفسه : الأطفال لا يكذبون بينما يفعل ذلك الكبار. الأطفال يحبون بعضهم و لكن الكبار لا يخشون على مشاعر بعضهم البعض فيتذكر كم من مرة رأى أخته الكبرى حزينة باكية مما فعله بها صديقاتها.

نحن كآباء نعلم أولادنا أن الكذب حرام و نعلمهم أيضًا أن هذا صواب افعله و هذا خطأ لا تفعله و حين ينظرون بأعينهم و يفكرون بعقولهم يجدوننا نفعل الخطأ و نعصى الله فيظنون أن هذا هو الطبيعي و المعتاد فيفعلون مثلنا فتوقف يا عزيزي عن لوم طفلك على شيء أنت تفعله ولكن بطريقة مختلفة.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -