أحدث المقالات

زينب محمد تكتب: أزرق

 زينب محمد تكتب: أزرق

زينب محمد تكتب: أزرق

إذا أردت أن تنظر إلي نهضة أمة أنظر إلى حال النساء فيها،، 

السلام عليكم متابعيني الكرام أسعد الله أوقاتكم بكل خير ،تداولت فيديو وانا في وقتي علي السوشيال ميديا ، أسفتُ له كثيرا و حزنتُ من أعماق قلبي ،كان محتوي الفيديو باختصار يهدف إلي الكوميديا السوداء و الضحك و لكن على من؟ و السخرية مِن مَن؟ ، هل إرتضي الشخص الذي يُسخر منه هذه المُزحة؟ ،هل المُزحة على ضلال أم هي على حق؟ ، أقصدُ "بحق" أن مادة السخرية حقيقية فعلا أم شئ مُفترى؟ كان الفيديو يعرض كل النساء بكل دول العالم و هم في دلال و رقة و جاء الدور على نساء مصر و عرض الفيديو المرأة في صورة عنيفة ذكرية لا تمس للأُنوثه بأيةِ صِلة. 


الشئ الذي أحزنني أكثر أن هذا الشاب الذي عرض هذا الفيديو مصري!

كيف حال نساء مصر ؟ كيف حال أخت ذاك الشاب كيف حال أمَهُ كيف حال زوجته أو خطيبته كيف حال خالته ،عمته ،جدته ،إبنته؟! 

أصبحت مشاعرهن مادة للضحك و للسخرية! 

هل الأن عرفت لماذا أنت خطر عليهن؟ 

هل عَرفِت لماذا يرهبنّك ويبتعدنَّ عنك يا رجل؟ 

كيف تُبدع و تُنتِج و تُحلِق المرأة عالياً في السماء بعقلها و فكرها و دينها و مبادئها ،إن كان هذا حالُها فى مصر الان؟ 

لا اقول مبررات عمل المرأة و ذهاب النساء في مصر ل البحث عن وظائف. 


لا أقول مبررات و لا علىّ أن أقول ! 

فكأنما أصبح عمل المرأة اليوم و في مصر جريمة تُحاسب عليها من العوام الذين لا يفقهون شئ إلا المزاح و السخرية و التهكم! 

ساتناول الموضوع من زاوية أخري 

كلامي الأن الى المرأة المصرية الجميلة العظيمة ، و هذا مدحٌِ صادق تستحقة المرأة المصرية بالمناسبة. 

ما رايكِ في السيدة "خديجة بنت خويلد" 

دعوني أتحدث عن لطيفة من لطائفها 

كانت سيدة شريفة في عصر الجاهلية ، كانت ذي عقل مفكر و مُدَبر .


لما علينا نحن الآن أن نُقيِد قدراتنا الحسابية و المنطقية و الفكرية في البيت و المطبخ و تربية الأبناء ، نعم حبيبتي هذا شئ عظيم "الاهتمام بالبيت و المطبخ و تربية الأبناء" لشئ أولي و قد يكون أول اولاويات المرأة منا في مرحلة ما في حياتها . 

ولكن هل علي كل النساء أن يتقن هذة الاعمال ، مُقيدِين أفكارهم و إبداعهم في مجال الصناعة و الهندسة و الطب و الحرب ،؟هل على النساء أن يصبحن عجينة واحدة ؟ 

إطلاقا عزيزتي .. 


حتي علي المرأة الواحدة لا عليها أن تضع نفسها في منطقة خاصة بيها و إطار لا تستطيع أن تخرج بخارجة ، 

لما لا تشاركين في الصناعة و النهضة التكنولوجية و الطبية و الحربية إذا أردتي ذلك و أحببتي ؟ 

إنه المجتمع العقيم الذي فرض قيوده حتي علي الاطفال!

لما علي الفتي الولد أن يحب المجالات الهندسة والطبية و الحربية والصناعيه فقط ، لما يمنع من دراسة التاريخ و الادب ،لما عليه أن يحب الأزرق دائما ذاك اللون ، لما لا يستطيع ان يحب الاصفر و البمبي لما نجبر طفلتنا علي اللون البينك دائما فلربما تُحب الأزرق؟ لما نتحكم في تحديد ميول أطفالنا ؟ 


أعتقد نحن من واجبنا كأباء و أمهات أن نساعد أطفالنا في تحديد ميولهم الذوقية و الشخصية ، لكي نساعدهم في النجاح المهني و التميز الشخصي الإنساني. 

خلق الله تعالى كُلا منا له ميوله و منطقته الخاصة به ، ماذ يفيد أن أجبرنا هذا الإنسان على إختيار مجال ليس بمجاله ، ماذا يفيد إلا تدميراً لمستقبل و لحياة هذا الإنسان.


أما أنتي يا عزيزتي لا تقبلي بلونٍ واحد إذا أحببتي أن تغيري هذا اللون ، لا تقبلي بأن يتم وضعك فى شكل محدد ؛ لأنكِ إنسان ياحبيبتي ، إنسان مُجادل و مُفكر يمتلك قلب و عقل و يستطيع أن ياخذ القرار ، أنتِ إنسانٌ كامل لا ينقصه شئ سوى المطالبة بحقوقِه. 


ما الذي يجعل المرأة بأن تدرس في مجال صناعي و تتخرج منه و تقعد في المنزل دون أن تكمل مسيرتها العملية والعلمية ؟ 

واحد من أهم أعداء المرأة و هو "الخوف" 

"الخوف" بأن تصبح فاشلة و لا تكون مناسِبة لهذا العمل 

على الرغم بأن زميلها الرجل في نفس المكان و نفس المستوي العلمي و لكن عنده الشجاعة بأن يخوض التجربة 

"الخوف" من نظرة المجتمع لها ، "انظروا الي التي تركت بيتها و أطفالها لتعمل ..." 


"الخوف" بأن تطالب بحقوقِها إذا ما تعرضت لظلم ما داخل العمل ، بأن يقال لها: "إذا مش عاجبك إجلسي في المنزل ،فهذه فرصة يتمناها الكثير غيرك" 

كانت الصحابيات يُناقشن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمورٍ كثيرة و في فقه حياتهم اليومية كلها ، وكن يجادلن الرسول صل الله عليه وسلم ، أي كن لا يقتنعن بالحل من أول مرة، فأنزل الله سورة في القرآن تصفهم ولا تذمهم سورة "المجادلة".


بتلك الصحابية التي كانت لا تريد أن تخسر زوجها بسبب خطأ قام بيه في لحظة ما دون وعي مِنه 

كان يقول لها رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم في الأمر فكانت تذهب و تأتي و تذهب و تأتي علي رسول الله؛ لكي يخفف الحكم ، فأنزل الله فيها قرآن تعظيما لها و لنيتها الصالحة النقية التقية و أظن أيضا لشجعتِها علي محاورة رسول الله و التردد علية من حين لآخر على نفس المسألة. 

إنها الصحابية العظيمة"خولة بنت ثعلبة".


لما لم تتردد الصحابية لحظة فى الذهاب لرسول الله ؛ ليقول قول آخر في مسألتِها ؟ 

لأنها كانت تدفعُها نية و عزم و دافع ، كانت شُجاعة ؛ فذكرها الله تعالى في القرآن الكريم. 

لذا أنتِ عليكِ أيضاً بأن تكوني شُجاعة وأن تُطالبي بحقوقِك و أن لا تسمحي لأحد أن يحدد و يقيد إمكانياتِك 

و يقرر مصيرك. 


أنتِ إمرأة ذو علم و دين و خُلق فلتأخذي القرار بنفسك. 

عليكى أن تثقي بنفسك و بقدراتك إذا أردتي ذلك 

فلتتعلمي العلم النافع من منبعِه ، فهو سلاحك الوحيد في هذه الحياة 

اتمني لكي السلام و التميز دائما 

يا نصف المجتمع. 

و ها قد إنتهي حديثي في هذا اللقاء 

ألقاكن علي خير و استودعكن الله ⁦

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -