أحدث المقالات

فاطمه علاء تكتب : هذه المرة لن أنظر إلى عينيه

 فاطمه علاء تكتب : هذه المرة لن أنظر إلى عينيه

فاطمه علاء تكتب : هذه المرة لن أنظر إلى عينيه

بعد آخر محاولاتي وفي عز يأسي وبعد قراري بالتوقف والتخلِّي .. كانت تبرع عيناه في كل مرة أن تقنعني بالبقاء وأن تعطيني أملًا جديدًا ، أملًا كاذبًا يصدقه قلبي ويجعل منه سببًا للاستمرار في إيذاءه وهو فَرِح مستمتع به ، في كل مرة كانت تجتاز ضحكته جميع الحواجز التي وضعتها لنفسي رُغمًا عنها ، في كل مرة كان ينجح بإبقائي وانا أعي تماما أن البقاء ما هو إلا إطالة أمر منتهي إرضاءًا لهذه الروح التي تحترق بالفراق ..


 دون أن أشعر وبمجرد وجوده أعثر على نفسي التي لا ألتقي بها سوى بجانبه ، أشعر بفرحة لا أعلم سببها ولماذا هو بالذات ، في كل مرة قررتُ فيها الرحيل كان مجرد لفظ اسمه يَهُزُّ قلبي ويوقفني ، أتساءل دائمًا لماذا هو بكل تفاهاته وطفولته وهدوءه وحكمته اللي تَكْبُره قليلًا ، لماذا هو بعيوبه التي أحفظها وملامحه التي لم تكن من الملامح التي تروق لي في أي شخص آخر ، لما هذا بالذات ، ولا أجد إجابة سوى أن قلبي الأحمق اختاره لأسباب لم يَبُح لي بها ..


 ولكن أعلم أن هذا لن يكفي وأنني وصلتُ لأخر طريقِه وأنه لا يمكن التغاضي أكثر وأن المبررات قد فاض بها من تحايلي عليها ، أعلم أنني لم أصل اليوم فقط إلى نهايته بل أنه قد انتهى قبل أن يبدأ اصلًا ، أعلم أن الوعد الذي تعطيه عيناه كاذب وأن الشئ الحقيقي لا يحتاج يوميًّا للبحث عن الآمال والامنيات ، أعلم أن الذي يحب لا يتخلَّى مهما كانت الظروف وأن التمسك إذا كان من طرف واحد فلن ينجو صاحبُه ..


في هذه المرة لن أنظر إلى عينيه بل سأنظر إلى خطوط الحزن على جبيني و إنطفاء عيني وملامح الانتظار التي تسكن وجهي منذ زمن ، هذه المرة لن أنظر إلى عينيه بل سأنظر إلى نفسي في المرآه ..

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -