عمرو أشرف يكتب : حديث مع الأنا
إنها المحاولة الثالثة على فهم ما يدور حولك، هل اُصِيبتُ بداء الأستسلام أم عجز عقلك عن وجود ضوءٍ خافت يُرى من ثقوبٍ قد إخترقت الجدار.
أستنزفتك المحاولة الاولى التي لم تلقى لها بالاً و أهلكتك الثانية فسئمت المجازفة، تجلس أمامي الأن منتكس الرأس، يملئ عيناك الخزيُ و الألم، خائف من أن أنعتك بالفاشل أو الجبان.
تتفكك أفكارك الواحدة تلو الأخرى فتنحدر الكلمات من لسانك فيُلقى بها في هاوية الصمت، و لكن ما الجديد ؟
فأنا من أتحدث دائماً و أنت قد قُتلت جرأتك في معارك الأنعزال.
يبدو أن الظلام قد نال جزءً ليس بالقليل من رؤيتك، رغم جلوسنا سوياً على طاولة واحدة الأن و لكن أعلم جيداً أنك لا تراني، و أعلم أيضاً أنك لن تجرؤ على المحاوله، فهكذه أصبحت عادتك يا صديقي.
دائماً ما تنقص من الخطوة الاولى فتهدر حق الخطوة الثانية، فتكون النتيجة ليس إلا سقوطك قبل تصل للخطوة الاخيرة.
تنتظر دائما المساعدة، يعلو صوت إستغاثتك و لكن من يبالي، فالجميع في صراعٍ علي البقاء صَامدين.
تدهسك أقدامهم فتنكسر مجدداً و تتناثر أشلاء روحك، فتصبح شخصاً خاوي الوفاض يهوى الاستسلام.
حتي لا يطول الحديث فيداهمنا الوقت .. سأذهب أنا، و أن كنت تريد النور لا تنتظر الثقوب، فأنهض و كسر الجدار.
للتعليق