وَلَاءُ البَهْنَسَاوِي تَكْتُبُ: وَلَاءُ وَالسَّيِّدُ بَلَاءُ.. (وَلَاءِيَّاتٌ)
جَلَسْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ أَتَحَدَّثُ مَعَ بَلَائِي، بَعْدَ أَنْ أَتَانِي زَائِرًا، أُعَاتِبُهُ، أُنَاقِشُهُ أَنْ لِمَ أَتَانِي؟!
قَالَ لِي: “أَمُسْتَائَةٌ أَمْ مُتَسَائِلَةٌ؟! “.
فَقُلْتُ: "بَلْ مُتَسَائِلَةٌ؛ وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي“.
قَالَ: "أَوَّلَاً فَلْتَعْلَمِي أَنِي بُعِثْتُ إلَيْكِ مِنَ اللَّهِ، بِرَسَائلَ وَفَوَائدَ هِي مِنَحٌ مِنَ اللَّهِ لَكِ إِنْ وفِقْتِ لِاسْتِيعَابِهَا".
ثُمَّ قَالَ: "سَأُخْبِرُكِ كُلَّ مَرَّةِ عَنْ فَائِدَةٍ أَوْ رِسَالَةٍ بَشَرْطِ أَنْ تَعِدِينِي بَعْدَ حَدِيثِنَا أَنْ تَزْدادِي رِضًا، وَأَلَّا تَسْتَائِي مِنِّي مَرَّةً أُخْرَىٰ..".
قُلْتُ: "أَعِدُكَ، وَلَكِنِّي أَخْبَرْتُكَ أَنِّي لَسْتُ بِمُسْتَائَةٍ".
قَالَ: "أَرْجُو ذَلِكَ“، ثُمَّ قَالَ: "الدَّرْسُ الْأَوَّلُ:
كَشَفْتُ لَكِ عَنْ أُنَاسٍَ ثَابِتِينَ كَالْجِبَالِ.. هُمْ كَالذَّهَبِ بَلْ هُمْ أَشَدُّ نَقَاءً مِنْهُ لِتَزْدَادِي تَمَسُكَاً بِهِمْ، وَلِتَحْمَدِي اللَّهَ عَلَىٰ أَنْ رَزَقَكِ بِِهِمْ، فَهُمْ مِنَ النِعَمِ الْتِي تَسْتَحِقُّ الشُكْرَ..
وَكَشَفْتُ لَكِ عَنْ أُنَاسٍَ آخَرِينَ هُمْ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ؛ كَالرِّيشَةِ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ، ظَنَنْتِهمْ مُقَرَّبِينَ أَوْ مُحِبِّينَ، فَكَشَفَتُ لَكِ عَنْ مَكَانَتِكِ عِنْدَهُمْ، وَمِنْ ثَمَّ عَلَّمَتُكِ أَيْنَ تَضَعِينِهُمْ، رُبَّمَا لَا زَالَ لَهُمْ مَكَانَةٌ فَي قَلْبِكِ، ثُمَّ هَمَسَ فَي أُذُنِي: "أَنَّ مَكَانَهُمْ لَيْسَ فِي رَأْسِ الْقَائِمَةِ كَمَا كُنْتِ تَعْتَقِدِينَ..".
ثُمَّ اسْتَطْرَدَ قَائِلَاً بَعْدَ أَنْ رَآنِي شَارِدَةً..
وَكُنْتُ سَبَبًا أَنْ الْتَقَيْتِ بِأُنَاسٍ رَائِعِينَ كَانُوا يَسِيرُونَ فِي نَفْسِ دَرْبِكِ، بَلْ وَتَجَرَّعُوا مِنْ نَفْسِ كَأْسِكِ، هُمْ أَكْثَرُ النَّاسِ شُعُورَاً بِأَلَمِكِ -بَعْدَ أُمِّكِ- لَوْ لَمْ آتِيكِ لَمَا شَرُفْتِ بِمَعْرِفَتِهِمْ، هُمْ كَالُؤلُؤِ فَحَافِظِي عَلَيْهِمْ.."
ثُمَّ قَالَ:" فَلْتَحْمَدِي رَبَّكِـ وَلْتُعِيدِي تَرْتِيبَ قَائِمَتِكِـ..".
ثُمَّ اسْتَأْذَنَ لِلْانْصِرَافِ عَلَىٰ وَعْدٍ بِلِقاءٍ قَرِيبٍ لِنُكْمِلَ مَعًا لِمَاذَا أَرْسَلَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِلِيَّ..
- الْفَائِدَةُ: الْبَلَاءُ يَكْشِفُ مَعْدَنَ مَنْ حَوْلَكِـ.
للتعليق