ندى سُكر تكتب : واحدة من أصعب المعارك التي يخوضها الإنسان ضد نفسه هي معركته الأبدية بين ما يتمناه قلبه وما يُمليه عليه عقله.
تصميم غلاف : سهيلة الفوال
بينما أنت مجبر على مواصلة الركض مهما كانت الخسائر، لأنك لا تملك رفاهية العودة. كل ما أتمناه أن يهدأ ضجيج عقلي الذي يصيبني بالجنون وتسكن ثورة قلبي الملتهب، كم هو مؤلم أن يتآمر عليك قلبك وعقلك في آن واحد بينما أنت لا تملك شئ سوي الاستمتاع بالمناظرة التي ستجري الآن وستشهد عليها بصمتك.
في كل ليلة يتأهب كل من العقل والقلب بأسلحته لبداية المعركة التي ليس لها نهاية، فيقف العقل مستعدًا لطرح سؤاله الأول على القلب كأنه الجاني وفي الحقيقة هو المجني عليه، لماذا تريد العودة لمن تخلوا عنك! هل نسيت خذلانك ،وجعك، ألمك، شتات روحك؟فيجيب القلب بكل أسى، بلي، لكنه الحنين، الشوق، الاحتياج، الوحدة يا صديقي، هم رحلوا عني ولكنهم لم يرحلوا مني، أتذكر كل شئ يا صديقي أتظاهر بالنسيان والتجاهل وان كل شئ قد انتهى ولكن كل شئ كما هو.
يقولون دائما لتنسي عليك أن تنشغل عنهم وفعلت بنصيحتهم ولكن ما حدث أنني إنشغلت عن كل شئ إلا عنهم، كيف أمضى وأتجاور كأن شيئا لم يكن؟ من سيسمع تنيهدات قلبي الذي أصبح حطامًا،؟ من سيمسك بيدي وينظر لي نظرة يقول فيها ما لا تقوي الكلمات على قوله؟ من سيري روحي الهشة ومع ذلك يطمئنني ويبعث في من روحه؟ من سيحب عشوائيتي في إختياراتي؟ من سيتقبلني بكل عبثيتي وحزني وكآبتي وهشاشتي؟ بالتأكيد سيرحلون كما رحلوا هم عني وتركوني أعاني وحدي.
كم هو مؤلم يا صديقي ألا تجد من تستنجد به وتلجأ إليه حين يتخلى عنك العالم. وهنا تكمن الكارثة، لذلك لا تتخلى عن من يؤمنون بك حين يكفر بك العالم. وها هنا تأتي كلمة العقل فيقول يا صديقي نحن مجبرون على تجاوز كل شئ لأن الحياة لن تقف إحتراما لطقوس حزننا بل إنها لا تبالي، نحن مجبرون على تجاوز كل شئ وإلا سنبقى عالقين عند لحظة معينة غير قادرين على تخطيها، نحن مجبرون على تجاوز كل شئ لأننا ببساطة لا نملك رفاهية الانهيار. وها هنا يأتي سؤالي... ماذا ستختار؟ هل تعطي فرصة ثانية لمن هم الحياة بالنسبة لك؟ أم ستطوي الصفحة وتمضي حاملا معاناتك في قلبك إلى الأبد؟
للتعليق