أحدث المقالات

زينب محمد تكتب: الطَرْقُ حياة

 زينب محمد تكتب: الطَرْقُ حياة 

زينب محمد تكتب: الطَرْقُ حياة

لا تكفي أن تكون مثقفا، لا يكفي أن تكون متخرجا ، لا يكفي أن يكون معك شهادة جامعية ، لا يكفيك كليتك ، لا يكفيك تخصصك ، مجال عملك الحديث هذا لا يكفي ، مبادئك لا تكفي ، أفكارك إبداعك ابتكارك لا يكفيك ، أخلاقك ودينك لا يكفوا بل ربما يعيقوا حركتك في السير الى منصبك، إلى مكانك في الأرض.


هذا كله لا يكفي لبقعة أرض صغيرة جدا تعيش فيها بسلام وحرية وابداع وحب.

هذا كله لا يكفي أن يُظهرك كإنسان ، أن يُعترف بك كفرد.. 

ما الذي يكفيك في زمن الغاب هذا إذن ؟ 


الذي يكفيني هو أن اعتكف في المعمل لكي أخرج بإختراع قد يغير العالم رأسا علي عقب؛ تستغله الدول الكبرى لمصلحتها هى فقط وتعطيني ما احتاجه لعيش حياة آدمية جيدة. 

الذي يكفي هو ما يجلبُ لي المال فقط ولا يهم كيف ولا متي .. 

الذي يكفيني هو أن اتجرد من كل معاني الإنسانية و البشرية لأصبح الة تعمل وتجلب النقود فقط ، هذا الذي يكفيني للعيش بذلك الزمان. 


زمان لا بحيرات فيه ولا أشجار ، لا حدائق وبساتين وثمار ، لا منازل من الطين والطمي والنار ، لا حطب لا تراب لا زرقة سماء ولا اتساع الآفاق ، لا لمد البصر ولا لنوم تحت القمر ، لا للرقد في حقول البرسيم والعنب ولا لشرب اللبن ظازجا في الحقل ، لا لأشعة الشمس الذهبية في خًصَل القمح ولا لشواء الذرة ولا لحفلة الشاي على الراقية ، لا للعوم في مياة البحيرة ولا لصطياد السمك الطازج من النهر..

 

فقط كل ماهو موجود ناطحات سحاب مزدخرة بالسكان 

منشاءات في كل مكان ، و تقنيات حديثة على أعلى كفاءة وأدق مستوى ، هنا في هذا الزمان كل ما يُسهل على الإنسان العيش ويوفر له الراحة والرفاهية ولكن بعيدا عن الطبيعة.

هنا كل سُبل الراحة هنا بريق الذهب و الماس هنا سيارات تطير وإنسان غير الإنسان يوفر للإنسان كل ما يريد ومالا يريد هنا في هذا الزمان حيث التكنولوجيا هي الأساس 

هنا كل شئ مباح.

 

غير أن فقط لفقراء المال عوادم تلك السيارات ، ومخالفات هذه التكنولوجيا في أنهارهم التي تجري في أعينهم مع دمائهم المهدرة كحقهم في الحياة المهدر أيضا. 

فقط لتلك فقراء المال الأمراض بكافة أنواعها دون علاج 

لهم ، فقط سماء سوداء من مخلفات منتجاتهم ، لهم الضيق في العيش حيث لا يستطيعون النظر إلى السماء 

لا يستطيعون رؤية القمر ولا يستمتعون مرة أخري بحفلة شاى وذرة مشوي من الحقل. 

حيث في هذا الزمان لا يوجد من الأساس حقول.


يتسال أحد تلك فقراء المال و يتعجب كيف لسكان تلك الناطحات أن يخترعوا الداء ثم يخترعوا الدواء المناسب له وربما في كثير من الأحيان قد لا يجدوا ذلك الدواء 

كيف لأنفسهم أن يدمروا أنفسهم بأيديهم ، من أعطي لهم الحق بإفساد الأرض و سحب اكسجين التنفس ؟! 


كان هناك أيضا من فقراء المال واحداً يتسال أين النجاة أين النور أين الحياة ؟ فأجابه عقله الحياة مع مساعدة من هم دوننا في العيش ، الحياة هي ألا تتوقف عن طلب العلم و الحياة أيضا هي خلق الحياة للغير و عدم التوقف عن طرق الخزان ، الحياة مع اليقين و الايمان و الصبر.

حاول تلك الفقير إسكات تلك الصوت ليذهب إلى النوم ، ليعيش بسلام. 


خشي أن يموت من الصداع و الصراع و تسارع الأفكار و لكنه مات علي الرغم من ذلك من عوادم السيارات.

هل كانت ستؤدي بحياته تلك الأفكار كما كان يعتقد ، ام أنها ربما كانت له محاولة نجاة أخري له.. 


ثم جائت روح تلك المخنوق من عوادم السيارات لأخوه الفقير الأخر وهو نائم قائلة له : استسلم لتلك الأفكار لأنها بمثابة طرق لجدارن عقلك لكي يتحرر ، لكي يتغير مصيره و مصير من بعده ، لا تدعها تتوقف 

لا تتوقف عن طرق جدار عقلك..

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -