أحدث المقالات

فاطمه علاء تكتب : شخصٌ آخر تمامًا

 فاطمه علاء تكتب : شخصٌ آخر تمامًا

فاطمه علاء تكتب : شخصٌ آخر تمامًا

-وأنتِ كيف شعرتي حينها ؟

جرَّبتَ يومًا أن تقف عاريًا في أشد ليالي ديسمبر بردًا ؟ أن يتجمد عقلك وقلبك وروحك ولا تقدر على الحركه ، وفي اللحظة التالية تحترق وكأن براكين الأرض تجمّعت داخلك وثارت حسرةً على ما ضاع من عمرك وهمًا بأن هذا هو عالمك وناسك وكل ما تملك ، هل شعرت يومًا بأنك تملك قوة الجبال من الغضب وأنك أضعف من خيط العنكبوت من شدة الحزن في الوقت ذاته ؟ أو أنك تريد أن تبكي وتصرخ ولكنك لا تملك طاقه لغير الصمت ، وأن الصمت ذاته يُحدث ضجيجًا في عقلك لا تقوى على تحمله ؟ 


لا أعرف إن كان كل هذا تعبيرًا مناسبًا عما أحسسته لحظة إدراكي أن هذا الشخص ليس نفسه الذي أعطيته من عمري سنين ، ذاك الوقت الذي سألت فيه نفسي " هذا الذي يقف أمامي من يكون ؟" ، وتمنيت أن أكون فقدت الذاكرة بدلًا مما يحدث الآن ولا أعرف له تفسيرًا ، أُصِبت حينها بصدمة اهتزت بها حياتي واعتقاداتي وإيماني بالأشياء ، لم أعد أريد التكلم ولم أعد أريد الناس ، خيبة أمل أخذت كل جَميل أحمله وكل أحلامي ولم يتبق منّي سوى هَدْم كالذي تصنعه الحروب بالبلاد ، 


كيف لشخص أن يتغير لدرجة أن يصير آخر تمامًا بهذه السهولة ، وهذا الشخص كيف نسي وكيف هان الود بيننا فأصبحنا غرباء بماضٍ مؤلم وياليتنا ظللنا فقط مجرد غرباء بلا ماضٍ وبلا جروح ، نصيحة ممن علمته الحياة .. إن لم تكن ثابت متأكد مما تريد ف غرباء بلا ولا شئ أفضل بكثير من غرباء بماضٍ يحفر في الجوف جروحًا لا تلتئم ولكن يُعتاد عليها بمرور الوقت ..

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -